أتأملها بفرح الأطفال….اقتربت منها سحابة بيضاء …احتضنتها …محاولة حجبها…لكن الخيوط الناعمة تسللت عبر الغيمة وانطلقت لتكمل مشوارها….غضبت الغيمة وصرخت مهددة الشمس …لكن الشمس لم تخف واستمرت بإشراقها…استنجدت الغيمة بأخواتها تجمعت الغيمات وحاولت ابتلاع قرص الشمس….صرخت الشمس قائلة ابتعدوا عني أنا ذاهبة إلى الأطفال في المخيمات الباردة…لقد تجمدت أجسادهم الغضة من برودتكم حرام عليكم أتركوني ….ابتعدوا عني…لكن الغيوم لم تسمع …ولم تتراجع…وبينما الشمس تصارع الغيوم….انبثقت خيوطها الذهبية منطلقة خلف الغيمات…باعثة حرارتها اللذيذة
في الأوصال المتجمدة ….اشتدت الحرارة على الغيمات ففرت هاربة مبتعدة عن الشمس…أعلنت الشمس انتصارها
وتابعت مشوارها ….وابتسمت حين شاهدت الأطفال يخرجون الى الساحات ويلعبون مستمتعين بحنانها ورقتها واستمرت باحتضانهم الى أن مالت للغروب….أرسلت الشمس قبلاتها مع أخر خيط من خيوطها وهي تختفي خلف الأفق البعيد وترسم على حافة الغيمة الوحيدة هناك خطوطا ذهبية متعرجة….
وكأنها تقول أراكم غدايا أعزائي….
اقرأ المزيد المتنمرة بقلم :بسمة عبيد
