شيرين رضا وصبري فواز فرسان الدراما في “وبينا ميعاد”

ويعتبر اختيار اسم المسلسل ” بيننا ميعاد ” الشرارة الأولى في تميزه ونجاحه ويستحق الإشادة به حيث جسد مغذاه العلاقة التي جمعت بين أبطال المسلسل حسن ونادية دون ميعاد مسبق وكأن القدر رسم موعد للقاء بين قلبيهما بعد حياة ليست سهلة لكلا منهما لتبدأ الحكاية.

فحسن (صبري فواز) لديه ٤ أولاد وأرمل أما نادية (شيرين رضا) فلديها ٤ بنات ومطلقة.

كرس كلا منهما حياته لرعاية الأولاد وكادت مشاعر الحب والاحتياج للجنس الآخر أن تجف إلى أن كان التقارب الذي منح الثنائي فرصة في نطاق محترم يليق بهما أن يتركا العنان لتلك المشاعر لترى النور ولكن يتعرض كليهما إلى صدمة حين قررا مصارحة الأبناء ويعد ذلك المشهد من أصدق المشاهد وقد نجح صبري فواز وشيرين رضا في تجسيده ونقل إحساسهما من حزن ممزوج بالدموع العاجزة عن تصديق رد فعل الأبناء وكانت الصدمة ليست حيال رفضهم فكرة ارتباط هما وإنما انعكاس لفكر مضطرب وكيف نحن الآباء والأمهات في عيون أولادنا ؟ وكيف نتألم عند رؤية حقائق أولادنا التي نغفل عنها أو بمعنى أدق نتغافل عن تصديقها ؟

وغير ذلك فقد تطرق المسلسل إلى حقيقة استمرار معاناة المرأة المطلقة في المجتمع على كافة المستويات الاجتماعية ، وتأثير غياب أحد الوالدين على الأبناء.

فالفنانة شيرين رضا التي جسدت رئيس مجلس إدارة شركة ناجحة ورغم ذلك تخفي حقيقة حالتها الاجتماعية وتربي بناتها على الكبت والديكتاتورية وانعدام الحوار .

مع الغياب الكامل لدور الأب مما آثر بالسلب على شخصية البنات واختياراتهم ولم ينجو أبناء حسن الأربعة على وطاهر ومراد ومصطفى من تأثير غياب الأم رغم مجهوداته على تنشئتهم على الديمقراطية .

وعلى الجانب الآخر نجد أن الأبناء لا تتمكن من أن تسامح والديها بسهولة أو أن تغفر لهما أي تقصير والذي في الغالب يكون دون قصد وحتى مع تقدم العمر تظل هناك فجوة بينهما ويدفع الاثنان الثمن وجسد هذه العلاقة بنجاح الدكتور إيهاب في علاقته مع والده رمزي والذي لعب دوره بجدارة الفنان مدحت صالح.

جمع العمل بين مجموعة كبيرة من الفنانين بمختلف الأجيال الفنية بداية من الفنانة القديرة نادية رشاد والذي يعد أداؤها ونبرة صوتها مدرسة للأجيال، كما يعد المسلسل اكتشاف حقيقي وانطلاقة لقدرات الفنان المبدع صبري فواز ، ومحطة إضافية مختلفة في المشوار الفني للفنانة شيرين رضا فقد أبدعت بالتلقائية في الأداء، ومشاركة العديد من الوجوه الجديدة التي تعد نواة لإشراقة مجموعة من النجوم في المستقبل القريب بما فيهما الطفلين مصطفى ونيلي .