ما فاتك اليوم ، لم يفوتك بالفعل .. اليوم التالي يتحضر لك ، وتلك اللحظة التي تنتظرها في طريقها إليك ..
ما صبرت على مرارة الشعور به اليوم سوف ترى غدا عبورك به ، إنتصارا ..
سلاما إلى قلوبنا وإلى عيوننا وإلى لحظات الصبر القصيرة والطويلة ، إلي اللحظات التي حدثنا أنفسنا فيها بكلمات تبدو باردة ولكنها الشعلة الحقيقة التي تنير الطريق ..
إذا لم يكن بالحسبان بعض الأمور التي تزعجنا وترهق أرواحنا فبتأكيد بالحسبان قوتنا الكامنة وأحلامنا المنيرة ..
أقف كثيراً أمام قول الله عز وجل ” وعسي أن تكرهوا شئ وهو خير لكم ” كم من المرات شعرت أن الله لا ينظر لي ، وشعرت بأنه يعاقبني أو يبتليني وهو يعلم ضعفي وثغراتي ، يعلم مدى تعلقي بأمر ما وبمدى سعي لأمر آخر ، ولكن مع مرور الوقت أدرك جيدا أنه كان ينظر إلى حين ضعت وينظر إلى حين ضعفت وبكيت وحين كنت مشتتة ، كان معي دائما حتي أوصلني للإدراك الكامل أنه حقيقا أن أحب شيئا شرا لي وأن أكره شيئا خيرا لي .. خيرا لي أنه لم أصل اليوم وخيرا لي أن لا أكون بصحبة هولاء وخيرا لي أن لا أحصل علي ما أردت بالشكل الذي أردته ..
عندما تهت أكثر وتحيرت في تفسير الأمور والأحداث أكثر ، وعندما لم يعد في مقدوري تحليل الأشياء والأشخاص والأحداث فقط شعرت جدا بما قاله جلال الخوالدة “حين يشتد الوجع، ويتصاعد الألم، ليس هناك علاج فوري وفاعل مثل وصفة الصبر والصلاة لتهدأ النفس وتعود إلى طبيعتها”
ولا أجد شيئا أفضل من ختام هذا الذي المكتوب وليس طبعا ختام الطريق أو الموضوع بأفضل من قول الإمام علي بن ابي طالب رضي الله عنه ” الصبر صبران صبر على ما تكره و صبر على ما تحب ” ، سوف أصبر اليوم علي ما أحب وما لا أحب حتي غدا ألتقي ما أحب كما هيأه الله وحتي أن أرضي بما لا أحب وحتى ألتقي ما فاتني بالشكل الذي يحبه لي الله ….