شعر وحكايات
دموعك ماء من الذهب
طلبتها روحي مني فاستجاب لها قلمي
الدموع ماء الذهب ..
كان في العاشرة من عمرهِ عندما دخل عليها وهي عيناها غارقتانِ بالدموعِ ، ورافعة يديها نحو السماء ،وتدعو بما يملي قلبها بالحكاوي ،والرجاء ،وهذه كانت محطة سكينة قلبها هدوءها النفسي .
عندما تتكلم مع ربها ،وهي على هذا الحال ،سمعتْ صوتاً ..
ما بكِ يا حبيبتي؟؟!!
لماذا تبكين ،وعندما وقفَ على رأسها ،كانت قد مسحت آخر دمعة من عينها …التفتتْ إليهِ ..
لا شيء يا فلذة كبدي ،إنني أدعوا ربي ،وأنا أحبُ أن أكون في خشوعٍ عندما اختلي و…وحدتي مع سيدي ،وسندي ،وعمادي …..
لفَّ ذراعيهِ الناعمة حولَ عنقها ،واحاطته هي بذراعيها ،وطبطبَ على كتفيها وقال في أذنها ،إنكِ دُنيتي …
إن ما يُؤلمكَ يؤلمني ،ويتعبني ..
وعندما أراكِ صامتة يا غاليتي ،أحسُ في عينيكِ كلماتٍ …
لكن تقولينَ وتفعلين بعدَ صمتكِ مالم تترجمهُ خباياكِ ؟؟!!
سرحتْ في وجهه البريء وابتسمتْ ابتسامة طمأنينة ،وهي تُكلم نفسها .
الحمد لله الذي جعلهُ يفهمني ،ويحسُ ما تثقلهُ روحي وتتناقلهُ أفكاري …
وانتبهت لنفسها عندما أحستْ بقبلة حنينة مسحتْ وجنتها….
وردتْ عليهِ ….
يا حبيبي ،ويا نور عيني ….
وراء كل روحٍ صامتة تجدُ حكاية
أقفلتْ أبوابها عليها ،ودفنتْ
ضجيج هواجسها بطياتها ،
وأخرستْ نبضات قلبها …
وعندها …وضع رأسهُ على صدرها ،وضمته هي بينَ ذراعيها ،وأغمضتْ عينيها لما أحستهُ من حنانٍ ،وكأنها في بستانٍ من الورودِ ،مُحاط بالأزهارِ …وأنواع الطيور ،وسمعتهُ وهو يقول .
دموعكِ ماء من الذهبِ ….
إنها غالية على قلبي يا أُمي
بقلم شيماء الحسيناوي
اقرأ المزيد الروائية “أنيسة عبُّود” ضيفة “أربعاء الكاتب السوري”