بقلم / نجلاء الراوي
الزيادة السكانية التي أصابت مصر هل هي ردة عنيفة للخلف عندما تزداد نسبة التعليم وتطور الحياة من حيث التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي وتزداد فرص الوعي والمعرفة والثقافة ، ونجد التخلف الإنجابي يغزو العقول ، في الماضي كان يقتصر حب كثرة الانجاب علي من هم لم يحالفهم الحظ في التعليم ، فكان يسيطر علي المرآة
والرجل فكرة كثرة الإنجاب هي العزوة والسند ، وكانت الظروف المعيشية تتيح لهم هذا ، حيث لا إرتفاع في الأسعار ، والسكن كان يتوفر بسهولة ، كان التعليم عبر المدارس والجامعات الحكومية ، ورغم سهولة الحياة في الماضي فكانت الأصوات الواعية تنادي بتنظيم الإنجاب وان من ينجب أثنان أو ثلاثة سيستطع الإنفاق عليهم وتربيتهم وتعليمهم بشكل افضل مما ينجب عدداً أكبر ، وتوعية المرآة بمخاطر زيادة الإنجاب التي تؤثر بالسلب علي صحتها. ،
ليس بالعدد ولكن بالتنشئة فكلما قل عدد الأولاد كان لهم الحظ الوافر في حياة كريمة والحظ الوافر في التعليم ، لكن ما أصبحنا نعاني منه هو نهم الإنجاب عند البعض رغم تعثر الأحوال المادية والمعيشية ، فتجد من يشتكي تعثر الأحوال المادية والمعيشية قد أنجب أربع أو خمس أولاد وتجده يشتكي مرار العيش ويبكي لعدم تمكنه من الإنفاق علي هذا العدد ، والعجب كل العجب فمن لم يستطيع توفير حياة كريمة لطفل أو أثنين و يبحث عن إنجاب الثالث ! هل ليشارك أخواته المعاناة و مرار العيش وعدم قدرة الأب علي الإنفاق عليهم !! ،
منطق كثرة العدد الإنجابي أصبح لا يقتصر علي فئات بعينها ولكنه تخطي وأصبح منطق الكثير. ، وكأن الإنجاز في الحياة أصبح يقتصر علي العدد الذي إستطاع الفرد إنجابه ، كم من عائلات مفككة ، وبيوت تفتقد حسن الخلق ولا تستطيع تربية طفل ، وآخري منهارة لا يستطيع الزوج والزوجة عمارها ، ونجد كل الأمثلة السابقة تبحث عن إنجاب المزيد ، وتستمر الزيادة السكانية الغير راشدة والتي تؤثر علي الموارد الإقتصادية بشكل مفزع ، وعلي المدارس والجامعات وقلة فرص الأشخاص في الحصول علي الوظائف ، وفي التعليم ،
وأيضا في الرعاية الصحية حيث إكتظاظ المستشفيات بأعداد كبيرة ، وعلي السكن وكل نواحي الحياة ، وتأثيرها أيضاً علي المجتمع في زيادة عدد من لم ينالوا قسطاً وافراً في التربية والتعليم ولم يتم تنشئاتهم في بيئة صالحة ، لا نعلم كيف يحسبها من يعانون من نهم العدد الإنجابي وهل الإنجاب أصبح مفهومه عند البعض يقتصر فقط علي العدد دون التربية .