شعر وحكاياتعام
اعذريني …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
سامحيني واعذريني
ولا تعتبي
خَجِلٌ منكِ فوق ما تتصوّرين
وما عندي لكِ غير التّأسّف
يأكلني حرجي وارتباكي
أعترفُ لكِ بمدى التقصيرِ
وفداحةِ عجزي الآثمِ
وها أنا أعلنُ بجرأةِ المنتحرِ
عن ذنبٍ فظيعٍ وقعتُ بهِ
لكنْ – واللهِ – دونَ قصدٍ منّي
صدّقيني
واغفري حماقتي الكبرى
النّاجمة عن قلّةِ خبرتي
وسوءِ تقديري
نعمْ
كنتُ أحسبُ هذا المدى
أرحبَ
وأظنُّ هذا الكونَ
قد يتّسعُ لحبي إليكِ
لكنّني وبكلِّ صراحةٍ
صُدِمْتُ
وخنقتْني الدّهشةُ
أمعقولٌ ياحبيبتي ؟!
هذا الكونُ اللامتناهي
يكونُ أصغرَ بكثيرٍ
من أنْ يستوعبَ
ما أُكِنُّهُ لكِ من حبٍّ !!!
ليسَ ذنبي إذاً
إنْ كانَ الأفقُ ضيّقاً
وهذا المدى متقزِّماً
سأحفرُ بحنيني جدرانَهُ
وأخترقُ بِوَلَهي السّديمَ
علَّ قلبي يتنفَّسُ
وتأخذُ روحي قِسطاً من التمدُّدِ
فلا تغضبي ياحبيبتي
وقدِّري موقفي
قصيدتي غبيّةٌ أمامَ روعتِكِ
لا تعرفُ أنْ تُشَبِّهُكِ
إلاّ بالشّمسِ والقمر
وتظنُّ طيبَكِ مثلَ عطرِ الورد
قاصرةً بالكلامِ قصيدتي
خرساءَ عمياءَ بلهاءَ
لو تجرّأْتُ وتحدَّثْتُ عنكِ
اعذريني
ياموطنَ أجدادي
ومسكنَ أحفادي
حلب .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول