ما أسباب الطلاق الحقيقية؟
بقلم/ نجلاء الراوي عبدالكريم
قضية الطلاق الشفهى وما تحمله من لغط حولها وخاصةً بعد دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإصدار قانون يمنع وقوع الطلاق الشفوى ، من الواضح إرتفاع نسبة الطلاق فى مصر ، والإستناد الى الإحصائية التى قام بها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء التى كانت نتيجتها أن أربعون بالمائة من المتزوجين فى الخمس سنوات الأولى من الزواج قد تم الطلاق بينهم ، وكان يرغب الرئيس فى إعطاء الفرصة علَ وعسى أن لا يقع الطلاق وتنهدم الأسرة .
تم دراسة القضية من جانب لجان الشريعة والحديث والتفسير بمجمع البحوث الإسلامية فى محالة لوجود مخرج شرعى ، وبعد البحث والإطلاع من جانب كبار العلماء فى اللجنة خرج بيان ليؤكد وقوع الطلاق الشفهى ، وأن ظاهرة انتشار الطلاق لا يقضى عليها إصدار قانون أو فتوى بإشتراط التوثيق او الإشهاد ؛ لان الزوج المستخف بأمر الطلاق لا يعيبه إن ذهب إلي المأذون أو القاضى لتوثيق طلاقه ، من هنا نعود الى لُب المشكلة وهى زيادة نسبة الطلاق ، وما ينتج عنه من أثار سلبية على كيان الأسرة و المجتمع ، ونبدأ فى البحث والدراسة عن الأسباب وما الئي يدفع الأزواج للإتجاه إلي الطلاق ، هل يكون الدافع ناتج عن أوضاع إقتصادية ساهمت فى حدوثه ، كما اشارت هيئة كبار العلماء فى بيانها بالبحث عن تيسير سبل العيش الكريمة قاصدة الأوضاع الإقتصادية والغلاء ، مع خالص الإحترام لهيئة كبار العلماء لكن الطلاق يحدث لأسباب عديدة ليس سببها الرئيسى الوضع الإقتصادى ، ويشهد على ذلك ملفات القضايا أمام محاكم الأحوال الشخصية ليست جميعها تطالب بالطلاق بسبب أن الزوج لا يستطيع الإنفاق .
ونجد أن الطلاق لا يقع فقط بين محدودى الدخل أو الفقراء ، فالطلاق يقع أيضاً بين طبقات لا تعانى من مشاكل مادية وبنفس التساوى فى النسب مع الطبقات الأخرى و إن كانت لا تزيد عنها ، لا يمكن إرجاع زيادة معدلات نسب الطلاق إلى الأوضاع الإقتصادية ، فقد مرت عصور إحتلال والعيش مع الفقر المدقع وسوء أحوال على كافة المستويات ، وحروب جعلت المواطنين لا يأبهون بصعوبة الأوضاع والمعاناة المعيشية وكان حلم الإنتصار فى الحرب هو زاد الحياة بالنسبة لهم ،ولم يحدث أن زادت نسبة الطلاق خلال تلك الفترات، فلم تشهد مصر تحت أى أوضاع اإقتصادية تلك الطفرة الهائلة من الطلاق مثل الآن ،قد يكمن سبب وحل مشكلة الطلاق من داخل الأسرة وتنشئة أولادهم على تحمل المسؤلية وقيمة الأشياء وكيفية مواجهة المشكلات المختلفة ، وأن الزواج وقراره يحتاج إلي العقل والتحلى بالمسؤلية والسن المناسب ، وأن إنهاء الزواج لا يتحمل عواقبه فقط زوج وزوجه ، ليس الحل لعدم حدوث الطلاق إيجاد مخرج شرعى وقانوني فقط .
