شعر وحكاياتعام
امرأة من طين
امرأة من طين
الكاتبة / صالحة حسين
سأبكي غيهب الصدر وملوحة الأيام لتمتزج بي .. واستدعي نوافج الغيم لتمطرني
واندلق بين معاهدات الهذيان ..تحت أشعة الشمس ..أرتجف برداً لأرمم ذاتي وأعيد تكويني
أيقنت أنني امرأة من طين، معجونة بعلقم وشوك اختلط بي، حين تسربت من ضلع أيسر، ولدت في زمن ذاكرة ممزقة ، يتخللها سراب وبعض من كدر ،ماذا لو أخطأت موضع قدمي ؟
ماذا لو أحجمتُ عن تسميتي أنثى ؟ مازال القدر يغازلني ويطبع قبلاته الحارقة على ثغري
ليتنفسني ما بين ضلعي ونبضي ، ربما بضع خطوات وأعبر لعالم اليقين ،سأرتب ملامحي هناك على صفحة السماء لعل نورها يعيدني لعالم مختلف ..
أيها الباقون في زمن الظلال ..
لم تعد ريحكم ترفع طرف ثوبي وتكشف عن ساقي ،أخبروهم أني مت قبل هذا من غير احتضار ، أخبروهم أن صلصال لازب أعادني لجفنته ،أخبروهم أن رائحة تراب المقابر ستزكم أنوفهم وأن الغربان ستحلّق فوق رؤوسهم لتأكل منها .
أتلمس موضع نبضي ، كم من الأصوات تحلقت حولي لترجمني بالسؤال..في أي نقطة من الزمن لملمت تكويني ؟ أرخي وجهي بين راحتي وأتأمل رائحة عطر يشبه صوتي ، ينتثر على قطعة من شفق اتخذتها متكأي ،لأخلع عني ثوب غربتي،تذكرت ذلك الجزء الضئيل من قاموسي ،كم من الأرواح يحتوي ! كم من الأنفاس البغيضة تكومت حولي! كم منهم من أفقدني توازني ، عندما كنت أرمل بين طعنات الدهر ، عندها تذكرت أصابع أمي وهي تتخلل شعري ،وتمسح وجنتي ،
وتتمتم بدعوات تحفظني ..
سأمتطي صهوة العقل لتنحني لي عقول البشر ،وأخشع برفق بجواري حتى يطل قدري .