ارتفاع الاسعار يلتهم دخل الفقير وسياسات الحكومة السبب
تقرير: مها نور
تواصل الحكومة المصرية سعيها لخفض عجز الموازنة، وتشجيع الاستثمار، عن طريق تقليل الفجوة بين أسعار الدولاروالجنيه المصري بعد الارتفاعات المتتاليه في الفترة الاخيرة، وتسبب ارتفاع أسعارالدولارفي ارتفاع اسعار السلع والخدمات بصورة تهدد ذوي الدخل المحدود في القرى والمدن ومحافظات الصعيد الأكثر فقراً في مصر.
وفي الوقت الذي يستمر فيه غلاء الأسعار وتشتد وطأته على الفقراء، وتزيد من معاناتهم، اجتاحت هذه الموجة جميع الأسواق المصرية، مما تسبب في ارتفاع أسعار المواد الغذائية ومن اكثرهم ارتفاعا واختفائا السكر والذي يعتبر سلعة اساسيه في كل بيت او مصنع او محل وبسبب هذه الارتفاعات والاختفائات كان لنا جولة في إحدى الأسواق لنتعرف علي بعض الاراء من التجاروالمواطنين المضارين من هذه الارتفاعات المتتاليه.
وعلي حسب رواية بعض من التجار, قال ارتفعت أسعار السلع في أسواق التجزئة بنسب كبيرة لا يمكن السيطرة عليها بدون تدخل جاد وسريع من الحكومة،واعرب احمد محمود تاجر بسوق الفاكهة والخضراوات عن مخاوفه من الارتفاعات المستمره، وقال ان الارتفاع في الأسعار خلال الفترة الأخيرة ليس بسبب البائعين أو التجار، وقال ان تكلفة الزارعة والمزارعين هي التي تتسبب في ارتفاع الأسعار بهذا الشكل الجنوني الأمر الذي بات يقلق عدد كبير من شرائح المجتمع الغني والفقيرويزيد كثيراً من آلام الفقراء
وقال سمير سعد، وهو يعمل تاجر تجزئة بمحافظة قنا، إن الأسعار ارتفعت بنسب متفاوتة، موضحا أن كيلو المكرونة ارتفع الي الضعف، وعبوة الزيت ثلاثة لترات ارتفعت من 45 جنيها منذ ثلاثة أشهر إلى 50، وارتفع كيلو السكر من أربعة جنيهات إلى خمس عشرجنيه ، بينما ارتفع كيلو لحم الدجاج إلى 23 جنيها من 20 جنيها.
من ناحية أخرى حملت سيده محمد، ربة منزل، الدولة والحكومة الحالية مسؤولية غلاء الأسعار بوجه عام، مشيرة إلى أن تصريحات الوزراء دائمًا تكون في وسائل الإعلام عن اتخاذ إجراءات رادعة لوقف غلاء الأسعار، لكن في الحقيقة الأسعار تشتعل إلى الحد الذي يعجز المواطن المصري البسيط عن تحمله.
وقال سعيد إبراهيم (من محافظةالجيزة) إن استمرار ارتفاع الأسعار زاد من آلام المصريين خاصة الفقراء ومحدودي الدخل الذين يعيشون أوضاعاً مترديه منذ عشر سنوات، مشيراً إلى أن الأوضاع المعيشية ازدادت سوءًا مع ارتفاع الأسعارالمستمر والا مبرر.
وأضاف إبراهيم أنه راي أسرة فقيرة مكونة من الوالدين وسبعة أبناء يتناوبون على وجبات الغذاء الثلاث يومياً بحيث يتناول كل فرد وجبة أو وجبتين فقط لتوفير الطعام لباقي الاسرة.
ومن الجانب الاقتصادي، أكد المهندس جميل لوقا، الخبير الاقتصادي، أن ارتفاع أسعار الخضروات والسلع الاساسية وربطه بالاقتصاد المصري يشير إلى السياسات الخاطئة التي تتبعها الحكومة، فلو كانت هناك رؤية واضحة للإصلاح الاقتصادي لما وصل الحال إلى ما هو عليه الان من الارتفاع الغير مسبوقة في الأسعار، لافتًا إلى أن المواطن الفقير هو الوحيد الذي يتحمل ضريبة ارتفاع الأسعار، رغم إنه أقل شريحة في الدولة تحصل على راتب، لذا فالزيادة إن كانت جنيهًا واحدًا فهي تؤثر وأكدت لوقا، أن المواطن المصري البسيط أصبح لا يتحمل في الوقت الحالي غلاء الأسعار، أو حتى انتظار وعود جديدة من الحكومة دون جدوى..
من جانبه حمل محمد على مصيلحى وزير التموين والتجارة الداخلية، التجار المسؤولية عن هذا الارتفاع الجنوني في الأسعار، مؤكدًا أن الأسعار ستتراجع تدريجيًّا في الأيام المقبلة، معتبرًا أن ارتفاع الأسعار مرتبط بانتهاء المواسم الزراعية.
واكد الوزير ان الوزارة تدرس زيادة عدد الأفرع والمنافذ التى تتبع الوزارة، لسرعة وصول السلع إلى المستهلكين المستحقين، خاصة للمناطق التى يضعف فيها انتشار المنافذ، التى تنتشر فى محافظات الصعيد والمناطق النائية، وتمنح الوزارة تصريحات كثيرة لمشروع صرف السلع للشباب “جمعيتى” على مستوى الجمهورية.
واكد وزير التموين محمد على مصيلحى، فى تصريحات صحفية سابقة له أن الاحتياطى المتاح من السلع الاستراتيجية الأساسية يكفى حاجة البلاد من 4- 5 أشهر قادمة، وان الوزارة تكثف من تعاقداتها الأسبوعية على استيراد السلع، التى تتعرض للنقص والأزمات فى السوق المصرية، وأهمها سلعتى السكر والأرز إضافة إلى القمح، والزيوت.
