شعر وحكاياتعام
حليب الحجارة
كانيا داري
~~~~~~~
يَا أيُّهَا الْأَطْفَالُ طُوبَى لِلَّذِي
رَفَعَ قُدْسَهُ فَوْقَ الدُّخَانِ سِرَاجَا
هذا الدَّمُ السَّارِي ضِيَاهُ سَاطِعٌ
يُهْدِي إِلينَا سِراجَهُ الوَهَّاجَا
طِفْلُ القِطاعِ قِطَاعُ أمَّة قُسِّمَتْ
لكَ أنْتَ أَمْسى كُلُّنا مُحْتاجَا
يَا وَاقِفًا للظُّلْمِ وَحْدَكَ قُلْ مَتَى
خَشِيَتْ صُخُورُ الشَّاطِيءِ الأمْوَاجا
ضَمِّدْ جِرَاحَكَ فِيْ الظَّلام سِراجَا
زَهْواً عَلى هَامِ الْعُرُوبَةِ تاجَا
كَلّلْ مِنَ الأَحْجَارِ تاجًا وانْتَصِبْ
وامْلأ عُيونَ الشَّمْس مِنْكَ رِجَالًا
وَاحْفرْ طريقَكَ في الْقُلُوبِ تَحَدِّيًا
إنْ شِئْتَ للْخطْبِ العَظِيمِ عِلاجَا
وَارْسِمْ عَلى الصَّمْتِ العَتِيقِ بِطَاقَة
فُصْحى فِعالِكَ صَمْتها إحْراجَا
انْثُرْ عَليْنا مَا جَمَعْتَ مِنَ العُلا
فلعَلَّهُ فينا يُصيبُ فِجَاجَا
وزِّعْ لَهُمْ تَاجَ الشُّمُوخ فَإنَّهُمْ
قدْ مَجَّدُوا دُونَ الشُّمُوخِ رَتَاجَا
وَاشْرَحْ لَهُمْ أُسُسَ الكَرَامَة رُبَّمَا
مِنْ دَمْعِ شَرْحِكَ يَشْهَقُ المِنْهاجَا
وانْثُرْ عَليْنَا مِنْ جَبِينِكَ عِزَّةً
ضَرَبُوا جِدارًا حَوْلَهَا وَسِياجَا
واعْزِفْ نَشيدَكَ لِلْبِلَادِالغَائِبَةْ
لعَلَّهُ يُسْمِعْ …يُصيبُ رَوَاجَا
ظنُّوكَ كَأسًا سَائِغًا فَإذا بِهِمْ
يَتَجَرَّعُونَ عَلَى يَدَيْكَ أُجَاجَا
فَأذِقْ بَنِيْ صَهيونَ لَبَنًا سُكَّره
كانَ الهَوَانُ لِمَا حَوَاهُ مِزاجَا
ليْسَ ابْنُ آوَى بالقَوِيِّ وَإنَّمَا
يَقْوَى إِذَا كَانَ المُلُوكُ دَجاجَا
ليْسَتْ حَقِيقَتُهُم سِوَى أُكْذُوبَة
نُسِجَتْ وَكَانَ مُسُوخُنَا النسَّاجَا
قُلْ لِلَّذيْ يَرْضِعْ عَلى قَبْرٍ مَتَى
رَضَعَتْ رِجَالٌ قَبْلَكَ الأبْرَاجَا
هذا هُوَ التَّاريخُ رَتِّل سَفْرَهُ
وَعَليْهِ قِس وَاسْتَنْتِج اسْتِنْتَاجَا
أضْغَاثُ صِهْيُون وَوَهْم عُرْبُنَا
لنْ يُنْتِجَا غَيْرَ السَّرَابِ نَتَاجَا
تَأبَى خَطَايَاهُمْ طَهَارَةُ أرْضِنَا
لا عَابرينَ بِهَا وَلا حُجَّاجَا
أمْثالُ مُعْتصِم كَثيرٌ عِنْدَنَا
حَمَلُوا الجُيُوشَ لِمِثْلِكُمْ أفْوَاجَا
إقرأ أيضا
مدير قسم الأدب و الشعر
علا السنجري