عاممقالات

خالي من الشيزوفرينيا

خالي من الشيزوفرينيا


 
بقلم د/ نشوي كمال 

إخلاء شئ من شئ ، التخلي عن شئ من أجل شئ ، تقبل شئ من أجل شئ ، الرضا بشئ يرضيك عن كل ما تبقي لك ، جربت أن تخلي قلبك من كل ألوان المشاعر التي تطفئه من حزن وضغينه ووهم وضعف ووهن إيمان واعتراض علي الأقدار ، جربت أن تستبدل ذلك بهجر المعصيه وتقبل الأقدار حسنها وضرها فحتي الضر فيه رحمه لنا ، جربت أن تتعامل مع الأبتلاء بأناقه وأن تستدرج الأحزان حتي تسجنها في أعمق غرفه بقلبك ، جربت أن تخلي هذا العقل والقلب من كل المشاعر الهدامه ، حاول أن تطل بتلك الروح التي حتما تحتاج إلي السكينه وراحة البال ، ولن تأتي الطمأنينة الا بالرضا والقناعة ، فأنا أرضي بما قسمه الله لي من رزق وعلم ونسبة جمال ومساحة حب وقبول في قلوب الناس وحتي ارضي بمساحة الفقد والأحزان في حياتي ، فهي قراريط مقسمه بيد العادل الحكيم ، وانا أن لم أرضي بملكيتي فيها فلن أخذ بقوتي إلا ما ملكني الله فيها ، جربت أن تخلي قلبك من كل حب غير الله وكل حب لا يكتمل إلا بمباركة الله وفي شرع الله ، جربت أن تخلي حياتك من الزحام حتي تبقي مساحه فارغه معافاه لسكين روحك ، اتعجب كل العجب ممن يعيش سنوات عمره سجين في مشاعر حب وحيده سريه خوفا على حياه لا تشبه ولا يشبهها ، شرع الله صريح خالي من الشبهات والله طيب لا يقبل الا الطيب ، الحب الطيب ، العمل الطيب والنيه الطيبه ، جربت أن تتقبل الألم من أجل أن تعبر بسفينة حياتك وحياة من يعتلون تلك السفينه بسلام ، انت أروع ما تكون ، فالتضحيه الدنيوية من أجل العبور بأرواح بشريه بسلام هي بمثابة جائزه نوبل للأنسانية ، يستحقها بجداره من قسم نفسه من أجل إرضاء وإسعاد الأخرين ، جرب أن تخلي روحك ونفسك وقلبك من أنانية التملك ، أن تملك كل شئ دون التضحيه بأي شئ ، أن تجعل المشاعر سريه من أجل عبودية الحياه المكتمله ، من أجل أن يراك البشر سوي مكتمل وأنت من داخلك مفتت مريض تعيس ، تعيش شيزوفرينيا بين الكمال الذي تبذل مجهود جبار لتظهره أمام البشر وبين الأنانية المفرطه في الأحتفاظ بكل ما يشعرك بالأمان والأدميه في سريه تامه ، فتغيب في غيابات الظلم وتعيش منهك لباقي الحياه ، لأنك تعلم أنك حتما في انتظار العقاب الرباني ، ذلك إلي جانب الألم النفسي ، نحن نتعايش في كون ملئ بمرضي الشيزوفرينيا النفسيه والأخلاقية ، علمتنا الحياه ان نتفاداهم ، وأواصانا الله الأ نقسو عليهم ، فكلنا نحتاج للرحمه نلتمسها من الله عز وجل ، غارقين فيها ، لماذا لا نمنحها ، لماذا لا تأخذ بيدي وأخذ بيدك ، تنجيني وانجيك ، تحميني وأحميك ، تغفر لي وأغفر لك ، تمضي معي وأمضي معك ، وإن أحببت أن تمضي بي او أن تمضي بدوني ، لكن فليساعد بعضنا البعض في أخلاء المشاعر السلبيه وتقبل الأخر بميزاته وعيوبه والرضا بكل ما قسمه الله لنا ، فلا ننهك أنفسنا ونمحو طريقنا، نحرق لافتات حياتنا لنكتب بتعابير وجوهنا الحزينه وقلوبنا المفتته لافتات غيرنا نخبرهم بها طريق العبور للنجاه ونحن نغرق ، اعزائي لم لا نرتب الحياه لمن حولنا دون أن نثير الفوضي في حياتنا ، نحن نحتاج جميعا الي ثقافة التخلي …

إقرأ أيضا


مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock