عاممقالات

إسحاق هاليفي ابن الملحن داوود حسني



كتب/خطاب معوض خطاب
إسرائيلي في القاهرة

حين قامت دولة إسرائيل على أرض فلسطين تجمع اليهود من دول شتى هناك لإقامة دولتهم المنشودة و هاجر إليها العديد من اليهود العرب ، من هؤلاء المهاجرين المحلل السياسي و الإعلامي الإسرائيلي الشهير “اسحاق هاليفي” محرر الشئون العربية بالإذاعة الإسرائيلية ، الذي كثيرا ما يظهر على شاشة قناة الجزيرة القطرية ليعرض وجهة النظر الإسرائيلية في أحداث المنطقة .


مما يذكر أن “اسحاق هاليفي” هو أحد اليهود المصريين الذين هاجروا إلى إسرائيل ، و اسمه الأصلي “بديع ديفيد حاييم ليفي” ، و “ديفيد حاييم ليفي” هذا هو نفسه الموسيقار المصري الشهير “داوود حسني” اليهودي الأصل ، و الموسيقار داوود حسني هو صاحب الألحان الخالدة :”قمر له ليالي” و “على خده يا ناس 100 وردة” و “رماني بسهم هواه” و غيرها ، و هو تعلم العزف على العود على يد محمد شعبان أستاذ و معلم عبده الحامولي ، و داوود حسني يعتبر أستاذا للعديد من المطربين و المطربات مثل :”زكي مراد” و ابنته “ىيلى مراد” و صالح عبد الحي” و نجاة علي” و “نادرة” ، و هو الذي اكتشف المطربة أسمهان و قدمها للحياة الفنية في مصر .

أما عن “بديع داوود حسني” فقد هاجر إلى إسرائيل بعد العدوان الثلاثي على بورسعيد بسنتين تقريبا ، و غير اسمه هناك إلى “اسحاق هاليفي” ، و عمل بالإذاعة الإسرائيلية و كان يقدم برامج موجهة باللغة العربية و تكنى باسم “أبو فريد” ، و ظل “بديع داوود حسني” في إسرائيل لمدة 20 عاما ، لم تطأ قدمه أرض مصر مرة واحدة بعد خروجه منها ، حتى قام الرئيس الراحل “أنور السادات” بزيارته الشهيرة لإسرائيل ” فبدأت زيارات “بديع داوود حسني” للقاهرة و التي تكررت و تعددت ، و كانت أولى زياراته لحضور مؤتمر القاهرة للسلام في ديسمبر 1977م .

جاء “بديع داوود حسني” أو “اسحاق هاليفي” للقاهرة كإعلامي إسرائيلي و ليس كمصري عائد للوطن الذي ولد و عاش فيه طفولته و صباه و شبابه ، وقتها التقاه “إبراهيم صالح” الصحفي بمجلة أكتوبر ، و حاوره فكان مما قاله “بديع داوود حسني” : “نحن ستة أبناء لداوود حسني ، ثلاثة منا ظلوا بالقاهرة و ثلاثة هاجروا منها ، أنا ولدت بالقاهرة ، لم التق بإخوتي في زيارتي هذه ، و هم لا يعلمون بوجودي بالقاهرة الآن ، و ليس عندي وقت لزيارتهم” ، و قال أيضا : “نحن في إسرائيل فرحنا بزيارة الرئيس السادات التي تركت في النفوس أثرا كبيرا” ، و أضاف :”هذه الزيارة التي أقوم بها لمصر كانت حلما لا يمكن تحقيقه لولا مبادرة الرئيس السادات” .

و هكذا بعدما هاجر “بديع داوود حسني” من مصر إلى إسرائيل ، و غير اسمه إلى اسم عبري جديد ، غير أيضا انتماءه لإسرائيل ، و رغم أنه كلما قابل مصريا يتباهى أمامه بأنه ابن الملحن المصري الكبير “داوود حسني” ، إلا أنه أصبح إسرائيلي الهوى و الهوية ، و أصبح يدافع باستماتة عن كيانه الجديد ، و يتضح ذلك من مداخلاته على شاشة قناة الجزيرة ، و أيضا من خلال الكتاب الذي أصدره في مايو 2006م بعنوان : “بين زمانين _ من أرض الكنانة إلى أرض الميعاد” .

و هكذا يعبر جيراننا عن إخلاصهم في إنتمائهم لأرضهم و وطنهم المزعوم بينما نتفنن نحن في إضاعة أوطاننا !!! .

المصادر :
كتاب يهود و لكن مصريون “سليمان الحكيم” .
جريدة الأهرام العدد 46520 .
مجلة أكتوبر العدد 60 .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock