إعداد : شيماء شوقي
هناك سر يكمن داخل كل إنسان يدعى الحنين إلي الماضي هو شعور يطاردك عندما تتذكر وتدور بخيالك وتسترجع ذكرياتك عن شارعك أو بيتك القديم الذي شهد أيام طفولتك ، تلك الرائحة العطرة المألوفة بالحب والمودة ، الحنين إلى الماضي في علم النفس هو النوستالجيا وهي حب شديد لسنين أيام ماضية بأحداثها وشخصياتها .
الحنين إلي الماضي هو الاطمئنان الذي تشعر به عندما تذهب إلى غرفتك القديمة، او صورك العائلية ، متعلقاتك الشخصية في هذه الفترة ، أصدقاء الطفولة كذلك ألعابها و ذكرياتها والتي أتذكر منها العديد من الألعاب مثل لعبة السمكة والصياد ولعبة كهرباء شد الكوبس ولعبة الأولى ، ولعبة المنديل ولعبة الكراسي الموسيقية ، كلها ألعاب رياضية تحتاج إلى الكثير من الحركة التي تنشط الجسم وتقوي بنيته و تعزز الثقة بالنفس .
كذلك تزيد الشعور بالسعادة والمرح وتقلل الشعور بالكآبة وسوء المزاج العام، كما أنّها تقلل العصبية المفرطة وتساعد على استرخاء الجسم والعقل وتهذب النفس وتقوي الشخصية وتنمي روح التعاون والمشاركة الاجتماعية لأن جميعها ألعاب جماعية تقضي علي الأنانية وحب الذات .
النوستالجيا عملية يتم فيها استرجاع مشاعر عابرة ولحظات سعيدة والجدير بالذكر ٨٠ % من الناس يشعرون بالنوستالجيا مرة على الأقل أسبوعياً!
لماذا يلجأ الإنسان للعيش في الماضي ؟
أثبتت التجارب العلمية ان الحنين إلى الماضي أمر غاية في الأهمية للصحة النفسية للفرد لأنه آلية للدفاع هدفها العقل لرفع المزاج وأنها نعمة رزقنا الله إياها من أجل التخلص من الشعور السلبي وحالات الملل والضغوط اليومية المكبلة علي عاتق كل فرد فهي تمدنا بالطاقة الإيجابية و تقضي علي الطاقة السلبية لذلك يلجأ الإنسان للعيش في الماضي واسترجاعه.
هل شعرت يوماً أن هذا الزمنٍ قد انقضى بالفعل ولكنك تنتمي إليه بكل مشاعرك واحاسيسك ؟ لذلك يجب علينا أيضا أن لا نسرف في استرجاع ذكرياتنا بالصورة التي تجعلنا نرفض الحاضر ونبعد عن المستقبل .
زمن الطفولة هو الزمن الخالي من المسؤوليات والمخاوف ، تلك الراحة و الأيام الدافئة ، المليئة بصفاء القلب ونقاء النية عندما كان كل شيء جيدا وكان الجميع سعداء! وتتمنى لو أنك تستعيد تلك الحياة ولو للحظات .. أنت هنا في حالة من النوستالجيا .
