من الأخطاء الشائعة في نظري هو التداول الخاطىء لمفهوم “الإسلام السياسي” كعريضة وعنوان ولدي بعض الملاحظات أردت أناقش فيها هذا الضبط المفاهيمي بعيدا عن المفهوم الديماغوجي والسفسطائي ولست هنا بصدد إدعاء المعرفة لكن فقط هذه وجهة نظر تعبر عن رؤية صاحبها أردت أن أنوه بها ،بادىء ذي بدء أقول أن الإسلام كمفهوم جاء لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وإرساء تعاليم الحق وإزهاق فجور الباطل والإسلام نزل منفردا حاملا لكل صفات الحق ولم يخصص أويردف بأي صفة حتى وإن كانت حميدة وحاملة لمضمونه فلم نجده بمفهوم ظاهري مثل “إسلام الحق،او إسلام العدل..وغيرها”
بل نزل مفردة واحدة متضمنه لكل دساتير الحق ممثلة في مفرد”الإسلام” ،وكما أن هذا المفهوم هو تشريع رباني وتنزيل نجده اليوم مرفق بصناعة بشرية وبخاصية دنيوية تمثلت في السياسة،وشكلت لنا مفهوم “الإسلام السياسي” وكان ربط غير موفق لأنه جمع بين تنزيل رباني ومفهوم دنيوي!،نحن نلاحظ أن الإسلام كان متحفظا ونزل متحفظا حتى دخلت يد البشر لتحرف مفهومه وتجعله إسلاما غرضيا وذي خاصية دنيوية فأطلقت عليه مايسمى “الإسلام السياسي”
والسياسة ماهي إلا طريقة تسيير حياة البشر ،وهنا حدث التنجيم وتم تغريض الإسلام وإسناده لمفهوم ضمني فيه،أي أن الإسلام يدعو لمراعاة احتياجات الناس ولم يسمي ذلك بمفهوم بشري مباشر أوخصصه بمفهوم ‘السياسة’،فيأتي البشر ليخصص ذلك بالسياسة ويجعلها صفة للإسلام بعد أن رفض الإسلام أن يلصق بأي صفة كانت وكان مفردة في ذاتها كرست كل المفاهيم ولم ترتبط بأي مفهوم فيها؟، وإذا تمعنا في جوبعة الإسلام سنجد أنه مجموعة من الشعائر من حج وصلاة وصوم وغيرها فإذا أخذنا بمفهوم “الإسلام السياسي” فيعني أن الحج سياسي هو والصلاة والصوم..؟
وهذا مايؤكد أنه لم يكن لينزل بغرض دنيوي بل نزل لعدة أغراض وأهمها أن يعبد الله ولايشرك به أحد وهي صفة تحمل طابع الآخرة وهنا يكون من الصحة أن ننسبها للإسلام لأنه أتى من أجلها وليس من أجل أي غرض دنيوي!،وهل هناك ظلمات سياسية!مثلا حتى يكون هناك مفهوم “الإسلام السياسي؟، شيء آخر هل يعقل أن نسند الإسلام كتشريع إلهي وكتلة شاملة بخاصية بشرية تمثل جزءا من حياته فالإسناد هنا يكون الأخص للأشمل وليس الأشمل للأخص !،وهنا الأوجب والأصح أن نقول ” سياسة إسلامية” ولانقول “إسلام سياسي” ،لأن السياسة عندما تسند للإسلام فهي مستنبطة منه وتم تقويمها عليه وعندما نقول “الإسلام السياسي” فهنا قومنا الإسلام على تلك السياسة البشرية وجعلنا هنا المتصرف فيها هو الإنسان وأي أداء غير مسؤول لمفهوم تلك السياسة البشرية سيحرف من مفاهيم الإسلام كإستراتيجية ..