كتب : خطاب معوض خطاب
مرضعة قلاوون …
من تكوووووووووون …
كثيرا ما نسمع هذه الكلمة : مرضعة قلاوون ، خصوصا فى وصف سيدة عجوز تتسم بالأخلاق الغير حميدة و من الممكن ذكرها بالشمطاء و الحيزبون أيضا ، فمن تكون مرضعة قلاوون !!! ؟؟؟
بداية هى ليست مرضعة قلاوون بل مرضعة ابن قلاوون و هو الناصر محمد بن السلطان المملوكى المنصور قلاوون ، و هى مغولية الأصل كما ذكرت بعض كتب التراث و كانت فى شبابها فائقة الجمال و حينما وضعت زوجة السلطان قلاوون ابنها محمد الملقب بالناصر عهد إليها السلطان بمهمة إرضاع و تربية ابنه الوليد .
اسمها ( مسكة ) بكسر الميم و هذه الكلمة فارسية الأصل و لم تكن معروفة عند العرب قبل إتصالهم بالفرس ، و تأتى هذه الكلمة بمعنى الإسورة و الخلخال و قد تأتى بمعنى الطيب أى العطر و قد يكون هذا هو الأقرب للمقصود باسمها .
أرضعت السيدة مسكة السلطان الناصر محمد فى طفولته و أشرفت على تربيته و حينما عهد إليه بالسلطنة كانت حريصة.على أخذ البيعة له من كبار الأمراء و لعبت دورا كبيرا فى توليته حكم البلاد ، زادت مكانتها عند السلطان الناصر محمد الذى عهد إليها بإدارة شئون القصر اليومية و الإشراف على إقامة الحفلات و ترتيب شئون الحريم السلطانى و تربية الأبناء و كانت كاتمة أسرار السلطان و وقفت بجواره خلال فترات الصراع على الحكم بينه و بين الأمراء ، لدرجة أنها طلبت منهم أن يسجنوها معه حين عزلوه عن الحكم و سجنوه .
كانت السيدة مسكة مرضعة الناصر محمد بن قلاوون معروفة بالسخاء و الكرم ، و أرجع كثير من الباحثين إليها عمارة المكان حول مسجد السيدة زينب ، حيث استصلحت و زرعت الأرض فى هذا المكان و تبعها الكثير من الناس فى ذلك ، أنشأت السيدة مسكة مرضعة ابن قلاوون مسجدا يحمل اسمها بحارة فقوسة بالسيدة زينب مازال موجودا كان بمثابة مدرسة يتم بها تدريس علوم الفقه الشافعى و الحنفى .
عمرت السيدة مسكة مرضعة الناصر محمد بن السلطان قلاوون كثيرا و كبرت سنها و كانت واحدة من أشهر النساء فى العصر المملوكى ، و بسبب قوة شخصيتها و دفاعها المستميت عن الناصر محمد حتى كبرت سنها أصبحت مضرب الأمثال لطول عمر المرأة و قوة شخصيتها و مع الوقت امتد الوصف ليشمل صفات أخرى لم تكن عند مرضعة ابن قلاوون .
المصادر :
جريدة الخليج 4 مارس 2016م .
جريدة الأهرام العدد 41991 .
