هي …
بقلم أحمد زينهم
كما ان في الغرب يحدث التفرقة بين اللون ( الابيض ) و (الاسود ) ، مازال لدينا ايضاً عنصريتنا في التفرقة بين الرجل والمرأة ، اصبحت الغالبية تري بوضوح ان التفرقة الغربية جريمة في حق الانسانية بكل المقاييس ، بينما مازلنا نحن لا نري اي جريمة في هذه الكارثة .
تزوج الرسول صلّ الله عليه وسلم بمن تكبرهُ في السن وبمن هي اصغر منهُ ، تزوج من المطلقة و غير المسلمة ( من اهل الكتاب ) لم اسمع يوماً او قرأت ان الرسول صل ّ الله عليه وسلم فرق بين الرجل والمرأة او ان جاءت الدعوه الاسلامية للتفرقة ، وما جاء الاسلام بهِ زيادة للرجل عن المرأة كان للتكليف وليس للتشريف ، جاء ليُزيل عماء الجاهلية بنوره .
اما ما نحن فيه الان يثبت اننا نعود لأزهي عصور الجاهلية .
اذا لم تتزوج المرأة اطلق المجتمع عليها لقب ( العانس ) بينما ان لم يتزوج الرجل حتي الشيخوخة فهو حر! بهذا اللقب الوهمي يحدث ضغط نفسي علي المرأة .. فقد تقبل بأي رجل ، وبعد ان لا تستطيع ان تستمر في هذا الفيلم وتريد الطلاق يحدث عليها ضغط اكثر من ذلك ، فالبعض سيتسأل في فضول عن السبب والاخر لا تستبعد ان يطعن في شرفها ، والرجل مازال حراً يُطلق ويتزوج كيف يشاء !
تقع المرأه في فخ التحرش ، وتجد البعض يبرر ان المشكلة في ملابس المرأة التي تجعله لا يسيطر علي ذاته ! بالرغم اذا خرج اي رجل الي الغرب وهم اكثر تعري تجده يلتزم حدوده لانه يعلم ان العقاب سيكون شديد ! اذاً الامر ليس في ملابس المرأة بل في عقول الرجال ، والمجتمع ( مؤسسات و شعب ) يشتركوا في هذه الجريمة .. الاول بحلوله العقيمة والاخر بالصمت غير المبرر .
حتي الحياء اصبح فيه تفرقة بين الرجل والمرأة ، فاذا اخطأت المرأة بشكل يعيب اخلاقها تُعاب اكثر من الرجل ، وكأن الحياء نزل للمرأة ولم ينزل للرجل او كان للمرأة اكثر ما هو للرجل ، قال الرسول صلّ الله عليه وسلم “إنَّ مِمَّا أَدْرَكَ النَّاسُ مِنْ كَلَامِ النُّبُوَّةِ الْأُولَى: إذَا لَمْ تَسْتَحِ فَاصْنَعْ مَا شِئْت” ولم يكن هناك تفرقه ايضاً . الاسرة هي صورة المجتمع الصغيرة وعمودها الفقري ( المرأة ) فاذا انهارت المرأة انهار المجتمع وحدث الخلل كما نري الان وسيمتد الي الاجيال القادمه بلا شك