عاممقالات

الفيلسـوف (د.عبد الرحمـن بـدوى )

كتب – خطاب معوض خطاب 

هو أحد أكبر و أشهر و أبرز المثقفين و الفلاسفة المصريين و العرب في القرن العشرين ، قال عنه د.طه حسين : الآن أصبح فى مصر فيلسوف .
حينما وقف الموسيقار شوبيرت علي قبر أستاذه بيتهوفن قال : “لقد نفحتك الطبيعة كل عبقريتها و لم تترك لأحد شيئا إن الحياة بعدك بكاء عليك.” ، و هكذا كان د.عبد الرحمن بدوي .
تقول الأوراق الرسمية و منها جواز سفره إنه ولد في 4 ديسمبر 1917م و لكنه كتب في مذكراته أنه ولد في 4 فبراير 1917م ، والده كان عمدة قرية شرباص بالغربية .
كان متفوقا في جميع مراحل دراسته و أتقن عدة لغات و كان موسوعي الثقافة درس الفلسفة بكلية آداب القاهرة ثم عين أستاذا بها و نال دكتوراه الفلسفة عن الزمان الوجودي و قال وقتها د.طه حسين اليوم ولد أول فيلسوف مصري ، مع إنشاء جامعة عين شمس إنتقل إليها و أسس قسم الفلسفة فيها و رأسه من 1950م حتي 1973م .
كان من أسرة ثرية و إخوته المستشار وهبة بدوي و الضابط مهندس محمد عبد المنعم بدوي الذي أسس شركة الحديد و الصلب و عمل بالمصانع الحربية و د.ثروت بدوي أستاذ القانون ، إشترك د.عبدالرحمن بدوى في لجنة الدستور التي شكلت في بداية ثورة يوليو و لكنه إختلف معهم لأنه من أنصار الديمقراطية و الحرية و هو الذي وضع النصوص الأساسية التي اقتبست بعد ذلك إلي نصوص دستور 71 المتعلقة بالحريات .
تعرض و إخوته لتحديد الملكية و إستولي الإصلاح الزراعي في الستينات علي 25 فدانا من أملاكه شخصيا فأصابه الضيق من الإقامة في مصر . جاءته دعوة من جامعة السوربون ليحاضر فيها فسافر سنة 1967م و منها إلي جامعة بني غازي في ليبيا و استمر بها حتي 1973م .
كان يذهب إلي فرنسا و أسبانيا و هولندا و إيطاليا يحقق المخطوطات و يتزود من المكتبات ، عمل مستشارا ثقافيا في سويسرا فترة من الزمن ، و درس بجامعات ليبيا و الكويت و طهران .
قضي في باريس ما يربو علي 50 عاما من عمره ، كتبه و مؤلفاته تزيد عن 120 كتابا ما بين مؤلف و محقق و مترجم منها : الموسوعة الفلسفية ، رابعة العدوية، نيتشه ، ربيع الفكر اليوناني ، كما أصدر مذكراته بعنوان ” سيرة حياتي” .
عاش وحيدا في غربته فرغم سنوات عمره التي جاوزت الخمسة و الثمانين إلا أنه لم يتزوج ، تم ترشيحه لجائزة نوبل إلا أن وفاته فى 25 يوليو 2002م كانت أسرع .
المصادر :
الموسوعة في أعلام الدنيا ( مجدي سيد عبد العزيز ) .
جريدة الشرق الأوسط العدد 8644 .
مجلة نصف الدنيا العدد 188 .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock