أزرعوا الحب تحصدوا السلام
بقلم/ نجلاء الراوي عبدالكريم
الحب تلك الكلمة ذات المعنى الكبير ويندرج تحت معنى الحب الكثير من المفردات ، ومن بينها العلاقات الإنسانية المختلفة التى لو إختل فيها ميزان الحب تبدأ فى الإنهيار، الروابط الأسرية تلك الشجرة المنتجه ثمارها لتصدره إلى المجتمع ويتفاعل معه بما زرع داخله ، وقد طرأ كثير من التغيرات على المجتمع عامة وعلى كثير من الأسر خاصة ، فأصبحت تعانى بعض الأسر من العلاقات الهشة التي تفتقد الحب و الإنتماء القوى فيما بينها ، فقد أنشغل كثير من الآباء والأمهات بأمور الحياة المختلفة ولم ينتبهوا لتلك الشجرة ، وأن عليهم تهذيب وتنسيق فروعها حتى تصبح جميلة الشكل والمضمون ، وتعميق مفهوم الترابط الذي يجعل للفرد داخلها قيمة ويمتد قيمته وقوته من حبه لباقي الأفراد ، وقد نرى بعض الأسر التي أصبحت لا تهتم إلا بالمظهر الخارجى فقط ، والذى صار يمتاز بالتزيف الذي يخالف لما يحتويه مضمونها ، فيما تحمله من مشاعر سلبية متبادلة داخلها ومناخ غير صحى لتنشئة أشخاص سويين .
ونجد إنعكاس ذلك يظهر بشكل واضح فى علاقات هذه النوعية من الأسر بالآخرين ، فنجدهم عاجزين عن تكوين علاقات سوية وينعكس ذلك فى نظرتهم للأمور والمشكلات وعدم قدرتهم على حلها بالطريقة الصحيحة ، وقد نرى أسر تعاني من التفكك الشديد و يصل الأمر لعنف وعدائية فى داخل محيط تلك الأسرة المفككة وعدم قدرتها علي التفاعل مع المجتمع ،وقد يمتد العنف للمحيطين بها ، وقد يتفاقم حجم الخلل الذى من الممكن أن يصل إلى أرتكاب جريمة قتل داخل محيط الأسرة نفسها فأصبحنا نرى الأبن يقتل أحد أشقاؤه أو أحد الوالدين أو العكس أحد الوالدين يرتكب جريمة ضد أحد الأبناء .
وأصبحت هذه الجرائم تحدث على فترات قصيرة لا يمر شهر إلا ونعلم عن جريمة حدثت داخل محيط أسرة ما ، وهناك جريمة ترتكب ولا تقع تحت طائلة القانون مثل جريمة العنف النفسي الذى قد يمارسها أحد الآباء أو الأثنين تجاه الأبناء ، والإهمال والسيطرة ، وجميعهم يفتقدوا الحب الذى هو أساس للبناء القوى ، الحب الذى ينعكس على الفرد والمجتمع ،وفقدت بعد الأسر دورها السامى تجاه أبنائها فى تربيتهم السليمة وتعليمهم الحب فيما بينهم ، والتخلى عن حب الذات والأنانية ،تختلف وتكثُر القصص والوقائع ، ولكن تبقى أجراس الإنذار تدق علَّها توقظ غفلة من ينشروا الكراهية من غفلتهم ويتحملوا مسؤليتهم تجاه شجرتهم .