كتب / خطاب معوض خطاب
الشاعر طاهر البرنبالي …
عندما يموت المبدع قهرا و إهمالا …
البرنبالي عضو إتحاد كتاب مصر ، عضو أتيلييه القاهرة للفنانين و الأدباء و الكتاب ، عضو جمعية المؤلفين و الملحنين ، هو شاعر معروف بأشعاره و أغانيه التي غناها كبار المطربين و إن كان يجهل البعض اسمه ، غنت له عفاف راضي ( و بسأل ) من ألحان مصطفى علي إسماعيل و غنت له حنان ماضي ( إمبارح كان ) من ألحان ياسر عبدالرحمن و غنت له مها البدري ( الله عليك ) من تلحين أشرف السركي و غنت له غادة رجب و حسن فؤاد دويتو ( متخليش ) من ألحان علي سعد .
كتب تترات عدد من المسلسلات و يعتبر الوحيد من جيله الذي كان ينافس الشاعر الكبير سيد حجاب في هذا المجال ، كتب تتر مسلسل ( أيام المنيرة ) الذي غناه محمد الحلو من ألحان علي سعد ، تتر مسلسل ( الوشم ) الذي غنته مها البدري من ألحان إبراهيم رأفت ، تتر مسلسل ( أحزان مريم ) الذي غنته نهال نبيل من ألحان هاني مهنى ، و أشهر تتر له هو الذي غناه محمد الحلو في مسلسل ( حياة الجوهري ) من ألحان ياسر عبدالرحمن :
ما تزيفوش الحقايق دا الحق شق الليل
والبحر ماعادش رايق والبحر صبره قليل
يا كل صرخة ألم طالعة بحس و روح
يا كل قلب اتظلم بكرة السحابة تروح
طاهر محمود حسن البرنبالي ، ولد في 22 نوفمبر 1958م في برنبال بكفر الشيخ ، حاصل على بكالوريوس العلوم الطبية و البيطرية من جامعة الزقازيق ، كان يعمل طبيبا بيطريا ، كتب البرنبالي الشعر من الصغر و له العديد من الدواوين التي حوت أشعاره منها منها ما نشر و ما لم ينشر : طالعين لوش النشيد ، طفلة بتحبي تحت سقف الروح ، طارت مناديل السعادة ، طرطشات الذات و البنات و غيرها كما أصدر العديد من الدواوين و الكتب للأطفال منها : البنت الشاطرة ، فتافيت السكر ، مراجيح ، بحر و مركب ، الشمس وردة ، كما كتب الأشعار و الأغاني للعديد من المسلسلات و المسرحيات للأطفال و كتب العديد من البرامج الشعرية للإذاعة .
من سنوات عديدة أصيب طاهر البرنبالي بالمرض ( فيروس C ) و تمكن المرض منه ، عولج لفترة في مستشفى دار الفؤاد و كان ذلك سنة 2000م حيث تبرعت له زوجته بفص كبدها ، لكن في السنوات الأخيرة زاد عليه المرض و لم يتحمل جسده النحيف وطأة المرض و الألم ، كان يعالج على نفقته الشخصية رغم مناشدات الكثيرين للمسئولين أن يتبنوا علاجه على نفقة الدولة لكن المسئولين الذين تجاهلوا إبداعه طوال حياته و لم يرشحوه لأي من جوائز الدولة زادوا في تجاهلهم له أثناء مرضه و لم يسأل عنه أحد .
أواخر حياته دخل مستشفى 6 أكتوبر بالدقي مثلما نصحه وزير الثقافة الذي طالب أسرة الشاعر طاهر البرنبالي بذلك حتى يتم علاجه على نفقة الدولة ، لكن للأسف لم تستجب وزارة الصحة ، لم يشفع له إبداعه و لا كتاباته طوال 30 سنة في أن ينظر له المسئولون بعين الرحمة و الإسراع في علاجه و إنقاذه من المرض الذي يفتك به .
مات طاهر البرنبالي يوم 3 مارس الحالي و ارتاح من آلامه و أراح المسئولين الذين تهربوا من علاجه و ألقى كل منهم بالمسئولية على الآخر ، مات الشاعر المثقف الكادح المكافح و أصبح موته إدانة لكل من تخلى عنه في زمن لم يعد فيه للمثقف مكان ، و صدق طاهر البرنبالي الذي كانت آخر إبداعاته على صفحته الشخصية :
ورق الشجر ع الأرض
من غير الخريف
يبقى نزيف
و الفارس اللي اعتلى ضهر الخيل
و مالهش سيف
يبقى ذليل
المصادر :
مجلة الإذاعة و التليفزيون السبت 11 مارس 2017م .
العديد من الجرائد الصادرة يوم 4 مارس 2017م .
مقال إبراهيم خليل إبراهيم في ديوان العرب .