أول من وضع المقدمة الموسيقية للمسلسلات (التتر) …

ربما لم يشعر به أحد و ربما يجهله البعض لكنه فنان عبقري من الفنانين الذين يؤثرون في مشاهديهم و مارس الفن كممثل و ملحن مؤلف موسيقي و رسام و زجال و كان يهوى النجارة ، ظهر في أكثر من مسلسل في رمضان مثل مسلسل عنترة و مسلسل و قال البحر و مسلسل الرجل و الحصان و مسلسل الشهد و الدموع و مسلسل ليالي الحلمية .

عبد العظيم عبد الحق إبراهيم ابن الأعيان الذي هوى الفن ، من مواليد (أبو قرقاص) بالمنيا ، درس الحقوق و كان والده يطمع أن يصبح عبدالعظيم وزيرا للعدل مثل أخيه عبدالحميد باشا عبدالحق الذي كان وزيرا للأوقاف ثم أصبح وزيرا للشئون الإجتماعية و أخيه الآخر الذي كان وزيرا للمواصلات و كان والده دائما يقول : أريد أن أكون والد الوزراء الثلاثة !!!

حطم عبدالعظيم حلم أبيه و اندمج في مجال الفن بعد حصوله على ليسانس الحقوق فالتحق في سن الأربعين بالمعهد العالي للموسيقى المسرحية و هناك زامل عبدالحليم حافظ و كمال الطويل و عمل بالتلحين و له ما يقرب من 500 لحن منها العديد من الألحان المعروفة لعدد من المطربين المعروفين مثل : تحت الشجر يا وهيبة لمحمد رشدي و وحدة ما يغلبها غلاب لمحمد قنديل و من المعروف أنه كان ملحنا لأغنية رسول السلامة التي غناها الموسيقار سيد مكاوي و كانت هذه أول أغنية يغنيها مكاوي من تلحين ملحن غيره كما لحن لكارم محمود و محمد عبدالمطلب و فايزة أحمد و شريفة فاضل و عبد اللطيف التلباني و سعاد محمد و سيد إسماعيل و حورية حسن و غيرهم من المطربين و المطربات .

يعد الفنان عبدالعظيم عبدالحق أول من وضع المقدمة الموسيقية في المسلسلات المصرية مثل : الرحيل و هارب من الأيام و الضحية و غيرها كما وضع الموسيقى التصويرية لعدد من الأفلام منها : تحت سماء المدينة و مخلب القط و جيش أبرهة لكنه اعتزل التلحين حين رفضت الإذاعة لحنا قدمه بمناسبة نصر أكتوبر 1973م و اكتفى بممارسة التمثيل .

له العديد من الأدوار الهامة في عدد من المسلسلات مثل : عادات و تقاليد ، الشهد و الدموع ، ليالي الحلمية كما مثل في عدد من الأفلام منها : أرض النفاق ، السيد البلطي ، يوميات نائب في الأرياف ، خان الخليلي ، السمان و الخريف ، الرسالة ، ليلة عسل ، الأراجوز .

آخر فيلم مثله قبل وفاته كان مع عادل إمام و يسرا من إخراج المخرج شريف عرفة و هو فيلم الإرهاب و الكباب الذي أدى فيه مشهدا يعد من أروع مشاهد السينما المصرية على مدى تاريخها كلهو هو المشهد الذي صاغه الكاتب وحيد حامد حين كان الفنان عبد العظيم عبد الحق راكبا الأتوبيس و وجه كلامه لأحد الركاب الذي سأله (ما فيش حاجة هترخص ؟) فرد عليه قائلا – بتصرف و ليس بالنص – : (حاجات كتير هترخص و تبقى بسعر التراب !!! أنا و أنت و الأستاذ و حضراتكم أجمعين !!! يا جبناء ياللي صوتكم مايعلاش إلا فى الفارغة !!! خليكم في اللي أنتم فيه ربوا العيال و روقوا نفسكم يوم الخميس جتكم ستين نيلة !!!

المصادر :
موسوعة 1000 شخصية مصرية (لمعي المطيعي) .
جريدة الرأي الكويتية 3 يوليو 2012م .
 مقال للباحث الفنى وجيه ندى .