بقلم عميد ا.ح / رءوف جنيدى
على حواف كسرات خبز جافة جفاف قلوب غلف . وفوق اسوار هذة الصناديق العفنة وحولها تتربى طفولة لن تكون يوما بريئة كما تعودنا . نبتت هذه الزهرات البشرية نبتا طبيعيا بأسنان لبنية على قدر ما يتطلب طعامها ( المفروض ) أنه غض . وبأظافر خضراء ناعمة . اذ لم تعد بحاجة للتعامل مع ما ليس بطيع على اناملها الرقيقة . فعلى قدر البراءة يلين الرزق . إلا أن حالهما أبى إلا أن يبدل يوما تلك الاسنان بأنياب تنهش صدر مجتمع تغافل عنهما بل هو غافل بالفعل . أطال الفقر عنقيهما ليصلا الى قاع هذا الصندوق . وأطال ايضا اظافرهما الخضراء لتتحول إلى مخالب ينشبانها فى وجه ايام شحيحة العطاء . عصية على أحلامهم ما لانت الا لغيرهم .
استندت إحداهما على الأخرى . بل بغت إحداهما على ظهر الأخرى حتى يفئ المجتمع إلى أمر الله . استندت لتعلو قليلا بينما هوى العالم كله فى مكان سحيق . إستطال عنقها داخل الصندوق لتقلب فيه بين انفس شح وقلوب غلف علها تعثر على ما يسد رمقها . مما عف عنه غيرهم من الأطفال . بينما طأطأ العالم رأسه عارا وخذلانا .
نعم : هو يرزق من يشاء بغير حساب . وهو أيضا يبلونا فيما آتانا . فلعلنا نستبق الخيرات .
نعم : هو أعطانا أبصارا ولكن ما عميت الأبصار بل عميت القلوب التى فى الصدور .
هؤلاء هم من سيحاججننا أمام الله :
ألم تجعل يارب فى أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم ….. فما أخرجوه .
ألم تجعل يا رب لنا نصيبا من صدقاتهم ضمن منافذ إخراجها التى ذكرتها فى كتابك الكريم …. فما اخرجوه .
ألم تقل يارب فى حديثك القدسى : المال مالى والأغنياء وكلائي والفقراء عيالى ….. فما وفى وكلائك عيالك .
ألم تنهاهم يارب عن قتلنا من إملاق أو خشية إملاق …. فقتلونا ازدراءا واحتقارا واهمالا .
ألم تمكنهم يارب فيما إن مكنتهم فيه وجعلت لهم سمعا وأبصارا وأفئدة . فما أغنى عنهم سمعهم ولا أبصارهم ولا أفئدتهم من شئ . وظلوا ممسكين خشية الانفاق ……
رفقا بهؤلاء الفراشات قبل أن تظهر أنيابهم وتستطيل مخالبهم وتتيبس قلوبهم . رفقا بهم يا أغنياء العالم فقد صدق چيفارا إذ قال : الثوار يملئون الدنيا ضجيجا حتى لا ينام العالم بثقله فوق أجساد الفقراء . ولكن يبدو أن العالم يغط فى نوم عميق ليس فوق أجساد الفقراء وانما فوق أجساد الثوار أنفسهم .
يا كل ولاة الأمر فى كل مكان : لا تنتظروا من هؤلاء صلاحا ولا اصلاحا فهؤلاء هم أطلال البشر . هؤلاء هم ملح الأرض وما أرخصه …….. فقط إنزعوا فتيلهم . أبطلوا مفعولهم قبل أن ينفجروا .
وليعلم كل ولاة الأمر أن : حب الوطن حالة … حب الوطن مش شعر وقوالة … حب الوطن حاجة ماتتوجدش فى وسط ناس بتجيب غداها من صناديق الزبالة ….
اللهم أغنهم بحلالك من قبل أن يمن عليهم أحد … واكفهم . ( اليس الله بكاف عبده ). …صدق الله العظيم …