أخبار وفنعام

حكاية وفاء .. أسد قتل مدربه ثم انتحر …


كتب / خطاب معوض خطاب
مدرب الأسود محمد الحلو و الأسد سلطان …

هذه الحكاية من الحكايات العجيبة و الغريبة جدا ، قرأتها من سنوات بعيدة في كتاب (رأيت الله) للدكتور مصطفى محمود و هي عن محمد الحلو مدرب الأسود المعروف في السيرك القومي بالعجوزة و حفيد محمد علي الحلو مؤسس سيرك الحلو الشهير و محمد الحلو بجوار عمله كمدرب للأسود فهو دوبلير كان يؤدي المشاهد الخطرة بالسينما بدلا من الأبطال و خصوصا فريد شوقي الذى يكاد يماثله في الطول و الهيئة و اشترك محمد الحلو في العديد من الأفلام السينمائية بأدوار صغيرة و ثانوية لكن يظل أشهرها هو دور عتريس في فيلم البحث عن فضيحة مع عادل إمام و ميرفت أمين و سمير صبرى .

أما عن حكايته مع الأسد سلطان فبدأت بعدما قدم فقرته في السيرك القومي بالعجوزة و استدار المدرب محمد الحلو لتحية الجمهور فهجم عليه الأسد سلطان من الخلف و أنشب مخالبه و أسنانه في ظهر مدربه و أسقطه أرضا غارقا في دمائه وسط ذهول الحاضرين و عدم تصديقهم لما تراه عيونهم و تم إنقاذ الحلو من بين أنياب و مخالب الأسد و دخل مستشفى العجوزة للعلاج لكنه توفي بعد ساعات قليلة و كانت آخر كلماته التي نطقها و هو يلفظ أنفاسه : (أوصيكوا ما حدش يقتل سلطان وصية أمانة محدش يقتله !!!) .
بعدها بسنوات قالت لوبا الحلو مدربة الأسود و حفيدة المدرب محمد الحلو إن وقت الحادث كان موسم تزاوج الأسود و الأسد سلطان رأى أسدا اسمه جبار يقترب من أنثاه فضربه فقام المدرب محمد الحلو بضرب الأسد سلطان بسبب ذلك فأحس سلطان أن الحلو تحالف مع جبار عليه فقتله بسبب ذلك .
بعد الحادث تم نقل الأسد سلطان إلى حديقة الحيوان بالجيزة لأنه أصبح خطرا و الغريب و المثير للدهشة أنه انطوى على نفسه و أصيب بالإكتئاب و امتنع عن تناول الطعام و حين قدموا له أنثى رفض وجودها بجواره و ضربها و طردها و الأغرب أنه أصابته حالة من الجنون فراح يعض جسده و ذيله فقصمه نصفين ثم عض ذراعه و راح يأكل منها في وحشية حتى نزف بغزارة و مات بعدها و تم تفسير ذلك بأنه حزن على ما فعله بمدربه .
و من المعروف أن الأديب الكبير د.يوسف إدريس صدرت له مجموعة قصصية عن مكتبة غريب سنة 1980م بعنوان (أنا سلطان قانون الوجود) و هي عبارة عن 8 قصص قصيرة أبرزها القصة التي حملت المجموعة اسمها و فيها تعرض لحكاية الأسد سلطان مع محمد الحلو و ناقش السبب وراء ذلك الحدث الشنيع و خلص د.يوسف إدريس إلى نتيجة و هي أن الأسد لم يفترس مدربه إلا حينما غابت نظرة السيطرة و القوة من عين مدربه حيث كان المدرب دائما ينظر بقوة إلى الأسد فيشعر بالضعف أمام مدربه لكن وقت الحادث شعر الأسد بضعف مدربه فأظهر الأسد قوته و هذا هو قانون الوجود و الحياة في الغابة و في الحياة حيث البقاء دائما للأقوى .
المصادر :
جريدة البيان الإماراتية 11 مايو 2012م .
جريدة الدستور 8 فبراير 2015م .
موقع السينما . كوم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock