شعر وحكاياتعام
الزَّوال …
الزَّوال …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
أكتبُ على جلدي
أنا لستُ هنا
كي لا أبحثَ عنّي
وأطرقَ بابي
أتخفَّى عن وجودي
لكي لا تأتي روحي
وتتلبّسَ أوجاعي
ولأجلِ أن لا ينحشرَ
قلبي بداخلي
وينهالَ عليَّ بالأسئلةِ
تفكَّكتُ عن كلامي
تباعدتُ عن أنفاسي
لا أريدُ الاجتماعَ بي
ولن أنامَ مع نبضي
ليلةً واحدةً
أنا أشلاءُ الانهزامِ
غبارُ تهدُّمي
خطفت منّي الرّيحُ قامتي
تبعثرت أحلامي فوقَ الرّمادِ
والغربةُ نهشت أقدامي
حتى لا أنادي
أهديتُ حنجرتي لأصقاعِ الشّتاتِ
وأطعمتُ أصابعي للصدى
وطمرتُ لغتي في تصحِّرِ الاختناق
سلَّطتُ على قصيدتي
عواءَ الدّروب
لا أقتربُ من اسمي
تركتهُ معلَّقاً على حائطِ الفراغ
لا ألمسُ حواسِّي
أخشى أن تفيق
وذكرياتي المتشبِّثَةُ بي
غافلتها وابتعدتُ
وحدي أقارعُ العدمَ
لا أحملُ خارطةَ البلادِ
فمن سيدلُّ على نزوحي ؟!
مَن سَيُعَيُّرُني بعروبتي
أو يتآمرُ على وجودي ؟!
فاطمئن أيّها الموتُ
لا خشيةَ عليكَ منّي
قل لموجِ البحرِ أن لا يقلقَ
من عبوري
وللسماءِ لا ينقبض قلبها
من مروري
وللصحراءِ أن تهجعَ رمالها
وتنامَ بآمانٍ
فلن تداهمها خطواتي
لست أنا أنا
من يراني لا يعترفُ عليَّ
ولا يشفقُ عليَّ بشربةِ ماءٍ
أو برغيفِ هواءٍ
الليلُ تبرّأَ من دمعتي
النّهارُ تنكَّرَ لظلِّي
والشّجرُ طاردَ أثقالي
والأرضُ انكمشت تحتَ غيابي .