الملكة كليوباترا السابعة …
كتب / خطاب معوض خطاب
كانت تحب الأدب و العلم و شوه الرومان صورتها و سيرتها …
الملكة الشهيرة كليوباترا بطلمية الأصل لكنها أصبحت مصرية تعشق مصر و المصريين و أحبها بل عشقها المصريون و ما زالوا و شهرتها عالمية جابت الآفاق فالعالم كله يعرفها قرأ عنها سمع بها شاهد أعمالا درامية حكت قصتها و كتب عنها وليم شكيبير كما كتب عنها أمير الشعراء أحمد شوقى و غيرهما لكن كل الذي وصلنا عنها صورها لنا كإمرأه تنحصر مواهبها في الإيقاع بالرجال الذين تقابلهم و إغوائهم لكن هذه كانت وجهة نظر الرومان في كليوباترا المرأة التي هزت عرش الإمبراطورية الرومانية و ارتبطت باثنين من عظمائها .
كليوباترا بنت الملك بطلميوس الثانى عشر و لقبت بالسابعة حيث أنها سابع من حملن اسم كليوباترا و تعرفت بيوليوس قيصر الإمبراطور الروماني الذي حين قام بزيارة مصر وقع في غرام كليوباترا و تزوجها و عاش معها عاما بمصر و أنجبت كليوباترا منه ولدا أسمته (قيصرون) ثم عاد قيصر لروما حيث قتل على يد بعض الأمراء و أعضاء مجلس الشيوخ الروماني و من بينهم صديقه المقرب بروتس .
بعد ذلك أتى القائد (مارك أنطوني) وريث عرش روما مع أوكتافيوس إلى مصر حيث وقع في غرام كليوباترا السابعة و تزوجها و أنجبت منه ولدين فثارت ثائرة روما على الملكة المصرية التي (من وجهة نظرهم) غوت ملوكهم فها هي قد غوت مارك أنتوني بعدما غوت يوليوس قيصر فجيشت روما جيوشها للقضاء على كليوباترا و أنتوني الذي هجر روما و أقام بمصر و أراد أن يجعل من مصر مقرا لحكمه و مركزا للعالم بدلا من روما و نشبت الحرب بين روما بقيادة أوكتافيوس و مصر بقيادة كليوباترا و أنتوني و كانت موقعة أكتيوم البحرية التي انتهت بهزيمة جيش مصر و انتحار أنتوني و مصرع كليوباترا التي لم تكن قد بلغت الأربعين و احتلال الرومان لمصر .
حارب الرومان كليوباترا بعد موتها كما حاربوها في حياتها فقد قتلوا ابنها قيصرون حتى لا يطالب يوما بعرش والده يوليوس قيصر و شوهوا سيرة كليوباترا حتى التماثيل التي صنعت لها في العصر الروماني أظهرتها غير جميلة و أشاعوا عنها أنها كانت امرأة لا تهتم إلا بالرجال لكن في الواقع كانت كليوباترا على غير الشائع عنها فقد كانت مهتمة بالعلم و العلماء و تجالسهم و تهوى الأدب و تقرض الشعر و تعشق الطب و الكيمياء و لها رسالة مكتوبة في مكونات السموم كما جاء في الكتاب الذي أصدره عنها (د.عكاشة الدالي) الأستاذ في قسم المصريات بجامعة لندن و يقول الكاتب (ر .ه بارو) صاحب كتاب الرومان : إنها كانت ذات عقل كبير تجيد و تدرس الأدب و الفلسفة كما كانت صلبة الرأي في شئون الإدارة و تقول الباحثة الأثرية (إيمان عمار) إن كليوباترا السابعة تفوقت على كل من سبقوها في الذكاء و الطموح .
يقول عالم الآثار الألماني (مانفريد كلاوس) في كتابه عنها : عرف عنها إلمامها باللغة الإثيوبية و لغة اليهود و العرب و السورية و الفارسية و أنها كانت تتحدث اليونانية و اللغة المصرية القديمة بإتقان كما قال عنها الكاتب الفرنسي (شارل بيكيت) : لقد كانت كليوباترا السابعة حاكمة علامة تعد من أفضل الفلاسفة المفكرين فقد كتبت العديد من الرسائل في الطب و مجالات العلوم الطبيعية و نهضت بفن الهندسة و العمارة .
و هكذا أجمع الكثيرون على اهتمام كليوباترا بالعلوم و الأدب و الفلسفة لكن لأن العادة قد جرت أن التاريخ يكتبه دائما المنتصرون فقد شوه الرومان صورتها و سيرتها لأنهم كانوا في عداوة معها .
المصادر :
جريدة الشرق الأوسط العددين (9515 , 11566) .
مجلة روز اليوسف 5 نوفمبر 2014م .
مجلة آخر ساعة العدد 4258 .