عاممقالات

عالم السياسة.


بقلم / محمد ماهر شمس
قاتل الله السياسة تجعل من الأحداث مسرحية عبثية هزلية يرتدي فيها الممثلون أقنعة وملابس ليؤدوا أدوارا مكتوبة لهم بينما جمهور المشاهدين “الرأي العام” يتفاعلون فقد يبكون أويغضبون أو يضحكون على مشاهد قد تكون غير حقيقية أو منطقية بالكامل..والمخرج يحرك الجميع بأطراف أصابعه.. وخلفه المنتج أو الممول يتكئ على كرسيه الوثير يشاهد ما صنعت يداه وليجمع بعدئذ الحصاد..
الساسة يعتبرون الأخلاق والفضيلة مثاليات لا وجود لها على أرض الواقع العامرة بالشر والشياطين ويتصرفون وفقا لما يسمى بالمصالح…وبناء على ذلك ماكانوا أصدقاء بالأمس وتفتح لهم الأبواب وتقدم لهم الورود والنياشين قد يصبحون أعداء اليوم ويوصفون بأنهم الشياطين الذين يستحقون أشد العقاب.. وما كان موقفا ثابتا في ظرف ما أصبح لا قيمة له في ظروف أخرى والعكس صحيح.
الشعوب بين ذلك تارة وذاك تارة أخرى ويساعد على هذا قلة المعلومات المتاحة التي لا تتوفر إلا داخل الغرف المغلقة لصانعي القرار.. الشعوب معذورة..وكلما حجبت المعلومات وضاقت دائرة صنع القرار تاهت الحقيقة ..والعكس صحيح فوجود برلمان قوي وأحزاب سياسية وطنية واعلام مستقل يتيح توافر المعلومات بنسب معقولة ومن ثم يتم اتخاذ القرارات المناسبة.. قد يكون في هذا الكلام رد على كثير مما يحدث الآن على مسرح الأحداث هنا وهناك..لذلك يكون من المناسب عدم المبالغة في تقدير المواقف سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي لأن الأمور قابلة للتغيير..في مجتمعنا والمجتمعات المشابهة سيظل زيادة الوعي لدى المواطنين مرهونا برفع مستوى التعليم والثقافة ووجود مشاركة فعلية على نطاق واسع في عملية صنع القرار..عندئذ يتم التعامل مع الأحداث بقدر معقول من المصداقية والشفافية لأنه لا وجود لهما بشكل كامل في عالم السياسة..مهما أطلقت الشعارات والكلمات البراقة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock