عاممقالات

خسارة لا تعوضها مكاسب

بقلم / نجلاء الراوي 

الصديق تلك الكلمة التي جاءت من الصدق فهو يصدقك القول والفعل والنصح ..تطمئن نفسك للحديث معه وتفضي إليه بما يزعج صدرك .. وتبوح له بسرك وانت علي يقين بأن سرك قد ألقيت به داخل بئراً عميق .. قد تري فيه الحبيب القريب الأقرب لك من الأخ تثق فيه كما ثقتك في نفسك..فهو صديق منذ زمن طويل ..


فهل تصدق أن يأتي يوماً يتحول الصديق الصدوق إلي عدواً لك .. يخون كل معني جميل للصداقة ..وتكتشف أن ملاذ أسرارك وطمأنينتك كان وهماً ..وأن بعد كل السنين التي جمعت بينكم فهو لم يكن صديقك الأمين .. 
تهتز من داخلك ..يكاد يغشي عليك من صدمتك .. تختلط الأفكار والمشاعر .. كمن يمضي في طريقه مطمئناً أنه يسلك الطريق الصحيح ويتوقف فجاءة .. ليجد نفسه وسط مفارق طرق يجهلها لا يعرفها ..

  

يُقبض قلبه فينظر خلفه حيث الطريق الذي سلكه فيتفاحئ أنه قد أضاع الطريق وكان عليه الإنتباه والتوقف قبل كل تلك المفارق ..فالشعور بالغربة قد تملكه فلقد صار يري لمن حوله وجهان أحداهما الطيب ..والأخر وجه المخادع الخائن ..هكذا نشعر بعد أن تصيبنا خيبة كبيرة وخذلان بعد سنوات طويلة جمعتنا بصديق وثقنا فيه .. وتكتشف أنها ثقة في غير محلها .. تعجز النفس عن تفسير ما جري . .ويكون الصمت الخارجي هو المسيطر أم حديث النفس لا ينتهي وتزاحم للأفكار والمشاعر ..تتسأل أين صديقي وأخي ملاذي ومأمني الذي كان مرآتي التي أري فيه نفسي ..هل هي المصالح قد جعلت منك خائن ؟! 


الصداقة لا تعوض فمابالنا عندما تكون صداقة سنين وقد أمنت خلالها أنه لك أخاً تحدثه كأنك تحدث نفسك ..الصديق لا تعوضه مكاسب وهمية .. فلا تمضي وراء مكاسب قريبة لأنه ستأتي بعدها خسارة بعيدة ..خسارة تدمر سنوات وتضيعها هباء ..خسارة لن يعوضها أي مكاسب لو أتت بعدها أو بناء ..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock