شعر وحكاياتعام
الوطنُ الحبيبُ
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان
أحبائي هو الوطنُ الحبيبُ
دعاكم للمعالي فاستجيبوا
روَيتم تربهُ بدمٍ طهورٍ
فأورق فوقه الغصنُ الرطيبُ
فهذي الأرض كنزٌ ليس يفنى
لكُلّ مُكابدٍ فِيهِ نصيبُ
وفي أعماقها عطفٌ وجودٌ
وفوق أديمها الأريُ الضّريبُ
بنى أجدادنا يمناً سعيداً
سنحفظهُ إذا حميَ القضيبُ
سلوا سبأً ومأربَ عن زمانٍ
عمرناهُ وعالمهُ كئيب
لكم في سالف الأزمان مجدٌ
يضيقُ به المؤرّخُ والأديبُ
فيا عمالنا أنتم ملاذٌ
إذا أودى بنا الزمنُ العصيبُ
بذلتم تلكمُ الأرواح حتى
تجلّى عنكمُ الليل الرّهيبُ
وبعد تحرّر الأوطان صرتم
عماد رُ قيّها فعموا وطيبوا
ولستُ إخالُ من بذلوا نفوساً
يعزّ عليهمُ العرق الصّبيبُ
تشيدٍون المصانع فهي ذخرٌ
لكم والدهرُ فيه ما يريبُ
وتبنون المدارس فهيَ حصنٌ
تربّى فيه فتيانٌ وشيبُ
عشقتم تربةَ اليمن المفدّى
وفي أنسامه أرجٌ وطيبُ
سواعدكم توشّحهُ فيزهو
على أعطافهِ الثوب القشيبُ
فلولا الكدّ ما رقصت طيورٌ
على الأغصان أو قُرض النّسيبُ
كذا الأوطان أفئدةٌ ترامتْ
فظلّت في الصدور لها دبيبُ
تنادينا لرفعتها فيُلفى
لها في كلّ جانحةٍ وجيبُ
فما أغلى البلاد إذا تلاقى
بها بحرٌ ومنتجعٌ خصيبُ
وإنسانٌ يفجرها ثراءً
وربٌّ بين أظهرنا قريبُ
فلا تبخلْ أخا العلياء يوماً
فأنت الفارس اللجب النجيبُ
وما عاب الفتى إلّا قعود
وكدّكَ في المعالي لا يُعيبُ
أرى الأبطال تحييها شفارٌ
ويقتلها التعلّلُ والنحيبُ