بقلم :عماد وديع
العلمانية هى نظام فلسفى مجتمعى بمعنى عدم خلط الدين بألسياسة اوهى نظام حكم او نمط حياة تبنى على حكم الكفاءات وضمان الحريات الشخصية كالعبادة والمعتقد الدينى. وهى ليست إباحية او تعنى التعرى او هى كفر او إلحاد او دين او إنها تعمل على نشر دين خاص بها .
وكما نجد أن العلمانية ليست بديلاً للدين كما يحلو لبعض رجال الدين تصويرها هكذا حتى لايتجه إليها الناس وبألتالى يفقد رجل الدين الأضواءالمسلطة عليه ويفقد سيطرتة عليهم و بألتالى فقده للمميزات التى تعود عليه من ذالك .
كما أنها نظام حكم ينظم العلاقة بين الحاكم والمحكوم ومنهج فكرى ينظم العلاقة بين الناس وبعضها فهى لا تعادى الدين او تعمل على تمدده او تقلصه فدين الفرد لايخص العلمانية وإنما ما يخصها ألايعتدى احد على ألأخر بسبب دينى او طائفى.
كما ترفض العلمانية وسم الدولة بدين معين وإنما الدولة تخص الجميع والدين للأفراد وليس للدول وتكون تشريعات الدولة من منطلق المصلحة العامة لامن منطلق دين بعينه والعلمانية تنظر لأفراد الشعب بعين المساواة التامة بغض النظر عن معتقداتهم لذالك هى تحافظ على الآديان ولكنها فقط تعمل على إبعاد الدين عن السياسة .
وتعود بدايات العلمانية فى الظهور عندما نشأ الصراع بين الكنيسة والعلوم الحديثة فى اوربا والولايات المتحدة الأمريكية حينما بدأت فى الظهورفى العصور الوسطى حيث ان المؤسسة الكنسية كانت تتبنى مجموعة من النظريات العلمية القديمة مع ربطها بالدين وعندما ظهرت العلوم الجديدة ظهرأن الكثير من افكار الكنيسة الكاثوليكية غير صحيح مما ادى الى الصراع بين العلماء والمفكرين والمثقفين من جهة وبين رجال الدين من جهة اخرى مما ادى الى مقتل وسجن الكثيرين من المفكرين والعلماء بتحريض من رجال الدين .
وفى القرن السابع عشر تم تعزيز الأفكار العلمانية بعد ظهور الحاجة الى فصل الدولة عن الكنيسة فى اوربا والولايات المتحدة الأمريكية بسبب التأثير والسيطرة على كافة الحياة السياسية والأقتصادية والأجتماعية وعلى كافة العلوم من الكنيسة والتى كان من نتائجها الحروب بين الدول و بين الطوائف المسيحية المختلفة والصراع المستمر بين العلم وبين المعارف الدينية للكنيسة .
وفى نهاية القرن العشرين اصبحت العلمانية من المصطلحات والأنظمة الفكرية المنتشرة على نطاق واسع فى العالم.
ونجد أن البديل للعلمانية هى الدوجماطيقية وتعنى
الأعتقاد بأمتلاك الحقيقة المطلقة فوجود فئة او طائفة تدعى أنها تمتلك الحقيقة المطلقة وأن على الجميع الأنصياع لأوامرها والأتفاق معها لصراعها الذى لا ينتهى مع الأخرين.
هذا من شأنه ان يدخل العالم فى دوامة لاتتوقف من الصراعات والعنف وتستمر الصرعات هكذا وتظهر طائفة وطوائف كل منهم يملك الحقيقة المطلقة ايضاً فى مواجهة باقى الطوائف وكلهم يتصارعون فى دوامة لا تنتهى .
إن بشاعة البديل للعلمانية يتجلى بوضوح عندما نتأمل أطنان ألدماء التى تم سفكها فى سوريا والعراق واليمن وليبيا .
ونجد ايضاً أن بديل العلمانية يشارك فى تحجر العقل والفكر الأنسانى ويقف فى سبيل تطوره وتقدمه فعندما اعدم سقراط حين رفض الدوجماطيقية وأعلن بأن حكمته تقوم على علمه بجهله .
كما تم تكفير ونفى إبن رشد الذى اقر بضرورة إستخدام العقل فى تأويل أ لنص الدينى اذا ما كان هناك تعارض بينه وبين العقل .
كما قدم جاليليو للمحاكمة بعدما اكد بدوران الأرض واعتبرأنه خالف ما جاء فى النص المقدس الدينى .
والعلمانية كما يعرفها البروفيسير الدكتور : مراد وهبه هى التفكير فى كل ما هو نسبى بمعنى متغير بشكل دائم وغير ثابت وليس بما هو مطلق وتعنى عدم الأنغلاق على فكرة واحدة وإعتمادها على أنها حقيقة مطلقه .وبالتالى تعنى العلمانية أنها الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأديان وتبنى قيم المواطنة كبديل عن قيم الطائفية.