سامح عبده
ارتبط صوت فيروز تاريخيا بالعائلة الرحبانية، حيث قدمت معهم ما يقرب من 800 عمل غنائي من أجمل أغانيها، ورغم أن ما أبدعوه معا يعد ثورة كبيرة في عالم الموسيقى العربية، إلا أن لها أعمالا مميزة مع غيرهم من الملحنين، نرصد بعضها:
من غير الرحبانية الذين لحنوا لفيروز، الملحن فيلمون وهبي، والذي ألف لها بعض الألحان الشعبية، رغم أنه لم يدرس الموسيقى، حيث يعد أحد رواد الأغنية الشعبية اللبنانية، وجاءت ألحانه امتدادا طبيعيا للفلكلور الغنائي الشامي.
واتسمت ألحان فيلمون لفيروز جميعها بالسلاسة والدفء العاطفي والبساطة، إلى جانب الصياغة المتقنة والجمال، ومن هذه الأغاني “جايبلي سلام”، “عالطاحونة”، “يا مرسال المراسيل”، “طيري يا طيارة” من ألبوم “فيروز تغني فيلمون وهبي”، “يا كرم العلالي” من ألبوم “البعلبكية”، “اسوارة العروس” ، و”أسماينا” من ألبوم “بليل وشتي”، “صيف يا صيف” من ألبوم “دبكات”. كذلك لحن لها “نجيب حنكش” أغنية “أعطني الناي وغني”، كلمات جبران خليل جبران، كما لحن لها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب أغنية “سهار”، و”يا جارة الوادي” كلمات أحمد شوقي، و”سكن الليل” في ألبوم “سهار”، وقصيدة “سكن الليل” لجبران خليل جبران، وقصيدة “مُرَّ بِي” كلمات سعيد عقيل، وغيرها. وممن ألفوا لفيروز أيضا الملحن الكبير زكي ناصيف، الذي اتسمت ألحانه بالعذوبة والبساطة والعمق، ومنها أغنية “عدروب الهوى”، “سحرتنا البسمات”، “من يوم تغربنا”، “عابالي يا قمر”، وغيرها. ويعد الأخوان محمد وأحمد فليفل، أول من وضع فيرز على درب الغناء، وألفا لها أغاني تم إنتاج معظمها في الإذاعة السورية، وإذاعة “الشرق الأدنى”، ومن بين هذه الأغاني “فتاة سورية”، “إلى سوريا” وغيرها.
وكانت أولى أغاني فيروز “تركت قلبي وطاوعت حبك”، من ألحان حليم الرومي وكلمات ميشيل عوض، كذلك لحن لها الرومي “عاشق الورد”، من كلمات محمد السباع، ورافقها الرومي في الغناء. كما قدمت ألبوما كاملا من ألحان محمد محسن، ضم عددا من الأغنيات: “جاءت معذبتي” كلمات لسان الدين ابن الخطيب، “لو تعلمين” كلمات جميل بثينة، “سيد الهوى” كلمات الأخوين رحباني، “ولي فؤاد”.
كذلك أضافت فيروز إلى رصيدها عددا من أغاني سيد درويش، حيث قدمت كلا من أغنية “أنا هويت وانتهيت”، و”أهو دا اللي صار”، “زروني كل سنة مرة”، “طلعت يا محلى نورها”. ربما لم يرجع عدم تعاونها مع ملحنين آخرين، إلى نجاح الصيغة التي اتفق عليها مع الرحابنة، وحرصهما على عدم تغييرها فقط، ولكن ربما رغب الرحبانية في عزوفها عن التعاون مع فنانين آخرين، رغم تعاونهم هم نفسهم مع عدد كبير من النجوم، مثل صباح، وديع الصافي، نجاة الصغيرة، رغبة منهم في الانفراد بفيروز كواجهة لأعمالهما.