شعر وحكاياتعام
نسيانك جنون
بقلمي
نجلاء فتحي عزب
لماذا تركت
أشياءك وراءك ؟!
لماذا لم تأخذها معك ؟!
بعد رحيلك أقاسي نار الهجر ،
والفراق أذهب إلى ملجئك القديم
ألتمس هناك شيئاً يعيدك إلي
أناجي أشياءك أترجاها أن ترد علي
لا شيء ينطق لا شيء يسمع لاشيء يرى
هناك صورتك ، أراها أناجي عينيها ..
لكنها لا تجيب ، أستحلفها أن ترحم دمعي ولا مجيب ..
أضعها بجانبي ، أتذكر كيف أنني يوماً رسمت ملامحها بأناملي ، وكأنني أقول لها ألم تدركي معاناتي ، وضجيج قلبي ، وتعاسة ذاتي ؟!
لم تستجب .. تركتها شذرا
أغمضت عيني كي لا أراها ، ولا تراني وأنا أصرخ بجنونٍ خيالي ..
تمكنت من هدوئي ، وأسكنت قلبي بين ضلوعي وربّت عليه حتى يستكين ..
ذهبت يميناً أحاول أن أخرج سريعاً ولكن هيهات .. لمحت كتاباً قال لي يوماً بدأت في قراءته ..
شاهدت غلافَه ، صورة قد نشرها على عنوان خاطرة له .. تأملتها ،
كيف كان يرى نفسه مطابقاً لها ..
قبَّلتها ، ثم عدت أقول :
ماذا فعلت ؟!
أأنا جننت ؟!
رجعت خطوة إلي الوراء أحدثني :
متى يكون لي قدرة على الخروج من هذه المحنة ، وإنقاذي من هذا الهراء ؟!
إلَّا وأجد حروف أغنية قد قالها لي وقت الصفاء
” بـ نـ … ا تـ …الـ .. ر … يـ .. ح…….. “
كم أحب هذه الاغنية ليتنا توقفنا إلى وقت سماعها معا ، ليتنا ما سمعنا شيئا بعدها ، ليتنا أغلقنا بها ما يسمع بعدها .
لم أتمالك دموعي التي إنهمرت .. ما أقسى الذكريات مؤلمة الحنين .. قلبت الصفحة لأجد كلماته ، حروفه يضج منها إحساسه شعوره صدى أنًَاته وجع قلبه ، لحظات فرحه ، سنين دمعه ويأسه .
وجدت قدمي خارت قواها ..
أكاد أن أسقط مغشياً علي ..
لا ..
أنا قوية ، أنا ثابتة .
وكيف تكون ذكرياته تؤلمني أو تقتلني بالبطيء ؟!
لم ولن أستسلم لحزني ولابد أن أفيء ..
هو من لاذ بالفراق ،من تاق للوداع ، من بادر بالرحيل
مع أنني كنت له أقرب قلب ، أعز خليل
رحل ولم يترك وراءه بادرة أمل ، أو عودة أو حتى شعاع نور ، يهدينا له السبيل ..
ولكنه عاند حاله ، وطال بعاده
وكأننا لا نخطر على باله ولا عاد يهوى لقاءنا
فسلام عليك ..
أينما كنت وأينما تكون
و أنا
فأقول لك مهما فعلت
نسيانك مستحيل .. مستحيل
نسيانك جنون ..
مدير قسم الادب و الشعر
علا السنجري