شعر وحكاياتعام
قصة للأطفال “ورقة شجرة”
بقلم / أسامة أحمد خليفة
ورقة شجرة
ورقة صغيرة في طريقها للسقوط على الأرض من أوراق شجرة كبيرة مثمرة تحكى تلك الورقة قصة هذه الشجرة فتقول لقد مرّت سنوات وسنوات شاهدت فيها هذه الشجرة أحداثاً وحوارات ومناظر وأفعال وهى تقف ساكنة ، صامتة في نفس المكان لا تتحدث إلى أحد غير أوراقها الملتصقة بجسدها التي عاشت معها ذكريات و ذكريات فكم سقطت أوراق هذه الشجرة الكبيرة في فصل الخريف وقد دمعت عيون الشجرة على أوراقها التي تتساقط يوماً بعض يوم وهى لا تبكى فقط على الأوراق التي هي جزء منها ولكنها تبكى على ذكريات قد شاهدتها معها هذه الأوراق حين استظل بظلها طفل صغير حرقته أشعة الشمس فلجأ إلى تلك الشجرة حتى تحميه من تلك الأشعة الحارقة ، ثم تذكّرت الشجرة بأنّ أورقها قبل أن تسقط على الأرض وتدوسها الأقدام قد تحركت فأتت بهواء رطب لطائر متعب وقف وسط هذه الأوراق على غصن من أغصانها فجعله الهواء الرطب ينام مسترخياً وأغمض عينيه في سكينة وطمأنينة وهدوء
واستمرت الذكريات بين الشجرة و أوراقها حتى جاء الفلاح الأصيل إلى حقله الموجود به تلك الشجرة ورأى الاصفرار الشديد في هذه الأوراق فقام بهز هذه الشجرة فتساقطت الأوراق الصفراء المريضة وأخذ ينظف المكان المحيط بالشجرة من تلك الأوراق الفاسدة وأطلق الماء على الشجرة ففرحت الشجرة بالماء والذي أخذ يدب فيها الحياة من جديد وبدأت الأوراق الخضراء تزداد نضرة وجمال ، وأخذت الأوراق الصغيرة ترتوي ، حاولت الورقة الصغيرة الذابلة والتي في طريقها للسقوط تفتح نوافذ الأغصان حتى يصل إليها الماء من خلالها ، حاولت وحاولت حتى وصل إليها الماء شربت منه ، دبت فيها الحياة وولدت من جديد و فرحت تلك الورقة باحتضان الشجرة الأم لها