بقلم: أحمد مجدي
تصميم: حليم
عامٌ يقارب نهايته…
تُكمل الأرض ما بدأته من دورتها حول الشمس العظيمة منذ مئات الأيام.
ملايين الأنفاس سُحبت من أصحابها قهراً، هل يسمى الموت قهراً بالمناسبة ؟ لا عليك من الإجابة.
فملايين الأنفاس أيضاً أُعطيت لمن هم مستقبل العالم.
ملايين الدموع أخذت تشق طريقها على أخدةٍ ناعمة..
غير عابئةٍ بما تركته ورائها من آثار حُفرت بالألم ولن تزول باكتمال دوران الأرض حول ألف شمسٍ ألف مرة أخرى.
ملايين الضحكات أخذت تتعالى بين فخر، مرح، سخرية، وسعادة حقة.
ملايين الأعمال اكتملت في نجاح أوصل روادها إلى مرتبة أعلى، وملايين أخرى أودت بحياة آخرين إلى الحضيض.
ملايين النجوم احترقت في سماء الأحلام وتركت ورائها وميضاً.. ظاهرهُ الرقة وباطنهُ الدمار.
ظلت تلمع في تحدٍ ساخر في سماء حياتك البائسة لتذكرك بمعاناتك التي ظننت كذباً أنك عبرت خلالها بينما هي عبرت من خلال روحك الجريحة.
ملايين الخيبات المتحسرة، الآهات المستسلمة، الصرخات العالية، الأنات المكتومة، وملايين الأفكار.
اذهب لترقد في فراش التكرار..لكن لا تنسى أن تستيقظ في وقتٍ آخر.. فالأموات لن يرثوا أنفسهم يا صغير.
لن تجد هنا الإجابات التي تبحث عنها، لن تجد ضالتك التي تدور وتدور من أجل الوصول إليها، لن تأتي لتجد أحرفاً تُضحكك…
هنا الألم يا صديقي.
هنا حيث دفنت ذكرياتك أمامي حية.
هنا حيث تنقلب عليك رأسك.
هنا السحر يقتل الساحر، الضحية تُمثل بجسد القاتل.
هنا حيث لن ترد أبداً أن تكون… ورغماً عنك ستكون.
مرحباً بك في الأرض… عالم الملايين، أو الملاعين.
لا عليك من هذا أيضاً.
رئيس قسم هو وهي : داليا طه
