كتب محمد علي
بارك الله يوم قدومك إلى الأرض يا مريم ، كأنه قدوم الخير و المحبه و السلام ، فكنتى منذ ولادتك أيه و خير دليل و مثال ، لذلك هل تعرف قصة ولادة مريم عليها السلام ؟
فى قصة ولادة مريم الكثير من العبر و الدروس ، فكانت أيه من ايات الله منذ ولادتها و عند الحمل بها ، إنها قصة المعجزات الربانية قصة الندر و الوفاء …
القصة بدأت بسيدة تشتاق إلى طفل منها ، سيدة عاقر لم تلد و بلغت من العمر الكبر
، إنها حنة بنت فاقوذا زوجة عمران الرجل الصالح من كبار أحبار بني إسرائيل،
حنة رضي الله رأت فى يوم عصفور يطعم صغاره ، فحزنت و تمنت و سبحانه من جعلها تفكر فى إمكانية حدوث التمنى ، لأنه إن أرد شيئاً فأنتم تعلمون ماذا يكون
تمنت طفل ذكر و ندرت و أخذت عهد أن يكون خادم لبيت المقدس ، و كانوا آل عمران من الصالحين المؤمنين حتى أن ذكر فى القرآن عنهم … و قال سبحانه و تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
” ( إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ )
كانوا من المصطفين على العالمين رضي الله عنهم ، هناك أمر أخر فى نفس العائلة كانت أخت حنة رضي الله عنها زوجة سيدنا زكريا هى أيضاً عاقر و لم تلد ، و كما فعلت حنة فعل زكريا و الله أستجاب و حدثت المعجزات فى يوم أن تمنت حنة طفل إستجاب الله لها
فحملت و نذرت كما جاء بالقرآن .. ” إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ”
و بالرغم من فرحة عمران بمعجزة الله إلا أنه توفى قبل أن تولد مريم ، و ولدت مريم بنت جميلة و يتيمة ، يقال إنها ولدت من دون حبل سري كان الله يطعمها منذ أن كانت فى بطن أمها ، و هنا حزنت حنة و خافت على نذرها و وعدها لله
و قالت كما جاء فى القرآن …
” فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ ”
و هنا تحدث المعجزة الأخرى كان ممنوع أن تخدم البنات بيت المقدس ، و لكن قرر أحبار بني إسرائيل رعاية مريم فى بيت المقدس ، و لمحبتهم الشديدة لعمران رغبوا جميعاً فى رعاية مريم حتى أنهم أختصموا و تنازعوا ، و لكن زكريا و كان أحد الأحبار يرغب بشدة فى رعاية مريم و هو زوج خالتها ، و قتها قرروا أن يذهبوا إلى النهر و يلقوا بأقلامهم و كان عمران هو من يعلمهم الكتابة بالقلم، و أخر قلم يبقى و يقاوم دون أن ينجرف مع التيار يكون له حظ رعاية مريم ،فرموا أقلامهم فوقف قلم زكريا و انجرفت بقية الأقلام ..
فطلبوا أن يرموا مره أخرى فبقي قلم زكريا …
فطلبوا أن يرموا مرة أخرى فبقي قلم زكريا و أقروا أنها كانت معجزة من الله و وافقوا أن يرعى زكريا مريم
و قد حدث و ذكر الله لنا و لرسولنا الكريم المشهد فى الأيات و قال ..
” ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُون أَقْلاَمَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ ”
و كبرت مريم و بيتها هو بيت المقدس فتاة جميلة عابدة قانتة تقضي يومها فى الذكر و الصوم و الصلاة ، و كان كلما دخل عليها زكريا محرابها وجد عندها الطعام و الشراب
، يجد عندها فاكهة الصيف فى الشتاء و فاكهة الشتاء فى الصيف و كل مره يسألها زكريا من أين لك ذلك يا مريم ؟؟؟
تقول هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب ، إنها قمة الإيمان و التسليم و الإحسان إلى الله ،و كانت هذة قصة مولد سيدة المحبة أم المسيح العذراء مريم
التى جائتها الملائكة بالبشرى و قالت كما جاء فى القرآن الكريم
وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَىٰ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ (42) يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ (43)
صدق الله العظيم
و التى حدثنا عنها رسول الله محمد صلى الله عليه و سلم عندما قال
عن ابن عباس : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأرض أربعة أخطط ثم قال: ” تدرون ما هذا؟ ” قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ” أفضل نساء أهل الجنة: خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون “
صدق رسول الله صلى الله عليه و سلم