بقلم / محمد ماهر شمس
على ضوء الموقف العربي والإسلامي الرسمي من مشكلة القدس الشريف إزاء قرار الرئيس الأمريكي الإعتراف بها عاصمة للكيان الإسرائيلي ونقل السفارة الأمريكية إليها.. حيث لم يتبلور موقف عملي موحد من هذه الحكومات تجاه التعامل مع هذه المشكلة سوى عقد الاجتماع تلو الآخر في مجلس الأمن، جامعة الدول العربية ، منظمة المؤتمر الإسلامي ..ولم يسفر ذلك إلا عن مناشدة العالم بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة لفلسطين وكان من الأولى أن تبدأ هذه الدول العربية والإسلامية بنفسها وتعلن اعترافها.
ولم تجرؤ هذه الدول على مواجهة أمريكا بخطة عمل تعتمد على الآتي : الإعتراف بالقدس الشريف عاصمةلفلسطين ،المقاطعة الاقتصادية للبضائع الأمريكية وتقليص الاعتماد على أمريكا في الاقتصاد والتسليح والسعي إلى إيجاد بدائل أخري من دول أخرى ربما تكون تعاملها أفضل.
وإزاء التصرفات المتناقضة من بعض الدول ..تأكدت تماما أن هذه الأجيال العربية الإسلامية ليس لها شرف حمل لواء تحرير القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك من دنس الصهاينة اللئام..وأن هذا الشرف سيمنحه الله عز وجل لعباد له يكونون أهلا لتحمل المسئولية .. لا تلهيهم الكراسي والمصالح عن الواجب المقدس.
على ضوء ذلك لا نريد تحميل مصر فوق طاقتها فلا يمكنها أن تعمل منفردة وسط هذا التمزق ، وكم قدمت من تضحيات لهذه القضية ..ورغم ذلك فإنها لن تتأخر انطلاقا من دورها التاريخي وحفاظا على أمنها القومي الذي هو جزء أصيل من الأمن القومي العربي..وإزاء ذلك كله لا نملك إلا الدعاء أن يحفظ الله القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك.. وأن يحفظ مصر وأهلها وجيشها من كيد الكائدين ومكر الماكرين.