شعر وحكاياتعام
طريق النّفاق :
ومضَيْتُ أحملُ خافقي ومتاعي
وشَباةُ سيفي في الحياة يراعي
وخبرتُ أقواماً فمِلْتُ لبعضهم
ونأيْتُ عن بعضٍ وتلكَ طباعي
وعرفتُ من بعدِ التجاربِ أنّهُ
كان الفؤادُ مطيّةَ الأطماعِ
ومن الذين نأيْتُ عنهم خيفةً
عند الشّدائدِ سارعوا لدفاعِ
وتكادُ في دنيا الصّداقةِ طيبتي
أنْ تستحيلَ بها سبيلُ ضياعي
وهناك من رضعَ النّفاقَ فلم يزلْ
ينمو بهِ ويعيثُ بالأسماعِ
ما تُبصرُ العينانِ منهُ مسرّةٌ
لكنَّ ما يُخفيهِ لدْغُ أفاعِ
وعجبتُ كيف يروقُ غدْرُ مسالمٍ
لمُخادعٍ بينَ الورى طمّاعِ
إنّ النّفاق أشدُّ طبْعٍ وطأةً
عندَ الصّفيِّ وخالصِ الأتباعِ
إيّاكَ أنْ ترضى لغيركَ خِدْعةً
في الحبّ تُرسِلها بغيرِ دواعِ
إنَّ الحياةَ منافعٌ ومصالحٌ
بالحقّ خُذْها لا بفضلِ خداعِ