د/ عبد العليم دسوقي المنشاوي
لا يستطيع أحد أن يُنكر أن النمو الاجتماعي والاقتصادي في أي دولة من الدول مرتبط بالعلم، ولا يُنكر كذلك دوره في التقدم والنهوض بالدول، والبحث العلمي هو أحد أهم مستحدثات العلم الحديث الذي يساعد على تطور المجتمع؛ لأنه الركيزة الأساسية في تطور أي مجتمع؛ لأنه إذا أردت أن تعرف وتقيس تطور أي مجتمع، فلا بد أن تنظر إلى مستواه العلمي بجانب المستوى التربوي، بالإضافة إلى أن البحث العلمي لا تظهر أهميتُه الكبيرة إلا في المجتمعات التي تمتلك مشكلات حقيقية، وقضايا مختلفة، وخاصة في الدول النامية الفقيرة التي تتعدد بها المشكلات والقضايا الحياتية والاجتماعية؛ كالإسكان، والبيئة، والزارعة، والنقل، والتلوث، فمن هنا يأتي دور البحث العلمي لتقديم المساعدة من خلال الدراسات التحليلية والميدانية، والأبحاث الكثيرة المستمرة عبر سنين، والذي يتمكن في نهاية الأمر من إيجاد حلول حقيقية لتلك المشكلات؛ حيث يتم القضاء عليها نهائيًّا، وبالتالي يؤدي العلم غرضه المطلوب منه في هذا الشأن طبقًا لمقولة: “إن غرض العلم والتعلم هو التحكم بعناصر الطبيعة واستغلالها لصالح الإنسان”.
ونؤكد على أن البحث العلمي حاليًّا هو الأكثر تحقيقًا للنجاح، والقضاء على المشكلات العصرية التي تواجهها الأمم في هذا الوقت الراهن، وخاصة المشكلات المتعارف عليها، والتي تعاني منها المجتمعات؛ كالجوع والفقر والأمية والتخلف والمرض والجهل وغيرها، وبالتالي فإن نجاح البحث العلمي في مجتمعٍ ما يعني تقليل الفجوة بين الدول الفقيرة والدول المتقدمة تكنولوجيًّا وعلميًّا، وذلك من خلال أن نجاح البحث العلمي يعني القضاء أو الحد من المشكلات التي تواجهها الدول النامية والفقيرة كالفقر والجهل والتخلف والمرض؛ ولذلك يهتم القائمون حاليًّا على دراسات البحث العلمي بتلك المناطق النائية، وإجراء أبحاث شاملة من أجل الوصول إلى نتائج مرضية لتلك الدول، تستطيع من خلالها القضاء على مشكلاتها.
ونشدد على دور الجامعات العامة والخاصة، بأنواعها المختلفة، بالإضافة إلى المعاهد، في الاهتمام بالطلاب، وإخراج كوادر وعناصر منظمة ومدربة ومهيأة لكي تستطيع إجراء مثل هذه البحوث بأسهل الطرق؛ حتى ننهض بالأمة العربية والإسلامية. إن دور العلم في هذا الصدد لا يمكن إغفاله؛ حيث إن دور العلم جلي وواضح، وذلك من خلال تحضر المجتمعات، والمساعدة على تطور الأبحاث العلمية للاستفادة منها، كما أن للتكنولوجيا الحديثة دورًا لا يمكن إنكاره؛ حيث إنه الخطوة الثانية بعد أهمية العلم، حيث إن العلم هو الخطوة الممهدة التي تسبق التكنولوجيا الحديثة، فهي تؤثِّر على نتائج البحث العلمي بالإيجاب.
د/ عبد العليم دسوقي المنشاوي
كلية الزراعة – جامعة سوهاج
abdelalem2011@yahoo.com