بقلم هدى حجاجى
===========
“لطالما كتبت لضرورات أعمق مما تضمنه كلمة حب”
تجلس خلف ساتر رمادى ترتدى نظارة سوداء رخيصة الثمن بلون غامق لو ن أيامنا تلك ولم تنجح مطلقا فى أن تخفى تلك الهالات السوداء من أثر الإرهاق الممزوج بالحزن .. تتمنى لو تصادقه ساعات السفر وتقاسمه الوحدة التى يقطعها صوت شريط فرانكو أراب أعطاه للسائق واحد ممن كانوا يتحدثون عن الهوية والتراث كالعادة تستجيب يد الله يعرض عليها ساندويتش فول وجملة تفتح نفسها على أخذه ( ولا انتوا مبتعرفهوش )
تمتد يدها مكملة جملته بابتسامة هادئة وقد ساءها الانطباع الذى الذى تركته تلك الجماعة بداخله رحلت البطولة فى زمن أصبح فيه الموت مجانيا ومستباحا نعيش تفاصيله لحظة بلحظة على الفضائيات وصفحات التواصل الاجتماعى ونتابع بأنظارنا خروج الروح من الجسد فى استباحة لحرمة الموت وقدسيته .. ماتت البطولة فى زمن أصبح فيه الموت قدرا ومصيرا محتوما على كل الفقراء .
كان الاهالى يبحثون عن غطاء يخفون فيه وجه الحقيقة العارية تلك الحقيقة بالمطخة بالدماء ويغطون بها وجه الحقيقة الغارقة بالدماء وهى ومبتورة الساق والجسد واللسان كنت أود أن ألقاك كى أخبرك الحقيقة ولكنك تائه منى فى زحام البشرية كنت أنت فى عالم الضباب وأنا وحدى فى عالم الحقيقة وكلما نفذت زجاجة عطرك القديم وجاءنى صوتك عبر الهاتف وأنت تهرول فى كل ما تفعل استعدادا للقاء جديد . تغسل أسنانك وترتدى ملابسك وتمشط شعرك على عجل , وتحدثنى على عجل تحكم رابطة عنقك ورباط حذائك وتفتح زجاجة عطر جديد أشم رائحته من هنا من مكانى من خلف خيال خصب يرسم تفاصيل لقائكما معا ويحكى لقلبى عما لا تراه عينى وما لا تسمعه أذناى كانت أنفاسك المتلاحقة وأنت تفعل كل شئ فى عجالة تلاحقها نبضات قلبى التائه الذى يلهث وراءك . كان كل شهيق وزفير فى أنفاسك يحرق ويدمر فى صدرى كنت تستعد للقاء جديد وأنا أستعد للمزيد من الهجر والمرارة والغربة والفراق . أتحمل نزواتك باسم الحب المقترن بالصداقة . كنت تحلم بوجه امرأة يأيتك من سفر بعيد لمئات وربما لآلاف الأميال . وأنا هنا تبعدنى عنك بضعة أمتار , بضع خطوات يصعب عليك أن تخطوها لى , من أجلى من أجل صبرى وأنتظارى ولهفتى وشوقى إليك .
لحظات مرت على كالدهر الطويل الذى دخل بها إلى بوتقة درب ضيق , مظلم حالك السواد