شعر وحكاياتعام
إليك أستاذي
بقلم:مها صميده
أستاذي الفاضل يعجز قلبي وقلمي عن التحدث عنك او وصفك بكلامي فقد تعلمت منك الكثير من الأخلاق والقيم الحميدة ‘تعلمت معني الوفاء والحب بلا أسباب ‘كنت قدوة ومثال يحتذي به أخلاقك لا مثيل لها وتسير علي مباديء يفخر الجميع بإتباعها ‘تعامل الجميع بإحترام وخاصة طلابك تعاملهم مثل أولادك ‘لا تشتم ولا تسب أحدا كنت تعلمنا وتشرح الدرس مرارا وتكرارا ولا تكل او تمل ولا تهتم لصحتك ‘الأهم بالنسبة لك هو أن يفهم الجميع ما تشرحه وتطمئن أن مستوي طلابك ممتاز وفي تقدم دائم .
كنت تعاني من الكثير من الأمراض ورغم ذلك تشرح دروسك لطلابك بكل ما لديك من طاقة ‘كنت طالبة في المدرسة وكنت اخشاك واخاف منك ولكن كان لدي شغف بالتعرف عليك لأني كنت اري الجميع يحبك ويعاملك بود وإخلاص ‘وتغلبت علي مخاوفي وتعرفت عليك وعلمت أنك من اجمل وأنقي وأطيب الشخصيات التي كانت تضيء هذا العالم ببسمتها .
كنت تخبرني دائما بأنك تحبني مثل إبنتك وأنك تفخر بي ‘كنت تشجعني علي الدراسة والإجتهاد وفهم مادة الرياضيات التي كنت اكرهها منذ طفولتي وبفضل ربي ومجهودك أصبحت متفوقة في الرياضة ‘ منذ طفولتي وأنا أسمع أسمك منتشر والجميع يمدح في أخلاقك وفي طريقة شرحك للمناهج ‘حقا إنك مربي أجيال لقد شرحت وعلمت الكثير والكثير من الطلاب من إجيال مختلفة فأنت من افضل معلمين مادة الرياضيات منذ أكثر من 20 سنه ‘ الكثير يري هذا الرقم مبالغ فيه ولكن هذه هي الحقيقة أنك كنت معلم رياضيات لأكثر من 20 سنه معلم قدم واعطي كل ما لدية من خبره وحب وإخلاص وامانة لهذا المجال حتي أنه اعطي صحته لها لا يوجد طالب تعلم منك معلومة ونساها او نساك فانت أستاذي لك مكانة كبيرة وخاصة في قلوب جميع من عرفوك .
كنت تتعب كثيرا وتدخل المستشفي وعندما كنت أحدثك واقول لك أستاذي لاترهق نفسك الأهم هو صحتك كنت تقول لي : الحمد لله علي كل حال ما دمت اتنفس فسوف أساعد في تعليم الطلاب وترك بصمة في مجال التدريس ولقد فعلتها ورب الكعبة ‘لقد تركت بصمة لا تمحي أبدا .
كنت أنظر إليك وأري طريقتك معنا في المعاملة ‘ تحدثنا بلطف وهدوء لا تزعلنا أبدا ‘كنت تضحك معنا وتطمئن علي أخبارنا وإذا علمت أن أحد منا مريض تقلق علية وتسارع في الإطمئنان عليه وكنت تقف معنا في كل أحوالنا وأمورنا المفرح منها والمحزن وفي الشدة والفرح كل ما نحتاجك دائما نجدك معنا مثل الأب والأخ تدافع عنا أمام الجميع تثق بنا وتحفزنا علي طاعة الله والصلاة وعلي المزاكرة والإجتهاد وكنت تفرح لنجاحنا أكثر من فرحتنا بأنفسنا وتكافئنا علي تفوقنا .
أستاذي أخبرتني ذات يوم أنك تري في إبنك إنعكاسا لطفولتك وأنك تريده ان يصبح شبيها لك في قوتك وإبداعك وأخلاقك وكنت تدعوا الله ان يستجيب لدعواتك وأن تري إبنك ناجحا ‘وأستجاب الله لدعواتك وأصبح إبنك مهندسا وشخصية ناجحة يفتخر الجميع بها ‘ هاتفتك في يوم إعلان نتيجة الثانوية وأخبرتني بلهفة وفرحة أن دعواتك تحققت وأصبح إبنك مهندسا وأولادك جميعا أصبحوا في أفضل حال وقدوة في الإخلاق والإحترام أخبرتني وقتها أنك تريد ان تراه يكبر وينجح وتريد أن تراه عريسا وتطمئن عليه ‘لم يشأ الله أن يحدث هذا ولكن انت موجود في قلبه وستظل معه دائما في كل خطوات حياته .
أخبرتني أني سأكون بارعة وكاتبة ذات يوم ‘وتحققت رؤياك وأصبحت كاتبه للمقالات واليوم أكتب عنك وبداخلي مشاعر مختلطة الفرحه والحزن والإشتياق والحنين ‘لم أتصور أني سأكتب عنك وأنك لن تستطيع أن تقرأ كلامي وأني لم أرك منذ خمس شهور منذ وفاتك .
كنت تقول دائما أني إبنتك وترددها وانا اليوم أقولها بكل فخر أنك يا أستاذي بمثابة أبي الثاني ومصدر فخر وثقة وإحترام وستظل هكذا مهما مرت الأيام والشهور والسنين ‘رحمك الله إستاذي الفاضل وجعل مثواك الجنة بدون حساب ولا سابقة عذاب .
فهذة أبسط كلامي إليك أستاذي ….