شعر وحكاياتعام
في بيوت الله
ألقيتها في افتتاح مسجد كبير في الزرقاء تحت رعاية معالي وزير الأوقاف:
خيار النّاسِ أكرمها فعالا
وأطيبها إذا نطقت مقالا
ومن أوفى وأكرمُ من تقيٍّ
يقيمُ البيتَ للمولى تعالى
فنعمرهُ بذكر الله طُرّاً
ونرفع فيهِ أيدينا ابتهالا
ونسألُ في حوائجنا كريماً
سخِيَّ البذلِ ما ردّ السّؤالا
فأكرمْ باليد البيضاءِ تعطي
قبيلَ سؤالها عرقاً ومالا
إذا بليت جسومُ النّاسِ يوماً
فما أبلى الزّمانُ لها خصالا
فخذ من يومك المشهود واحذر
فواتَ غدٍ كما فاتَ الكسالى
(فإنّ غداً لناظرهِ قريبٌ)
وما طقنا لوقفته احتمالا
هنيئاً أربعَ الزّرقاء إنّا
غبطنا فيكِ محموداً خلالا
وزيرٌ كلّما هبّتْ رياحٌ
تقول لغيره الأوقافُ لا لا
تحيط بنا الملائكة احتفاءً
وتحيي في السماوات احتفالا
يظلُّ المؤمنون بها سجوداً
لمن ملكَ المهابة والجلالا
ونورُ الحقِّ يسطعُ في وجوهٍ
يكاد النورُ يُبْلِغُها الكمالا
ومن يبني لذكر الله بيتاً
فقصر ثوابه في الخلد طالا
وما الدّنيا لديهِ سوى حُطامٍ
إذا زالت فما استبقاهُ زالا
فقل للغافلين قد استطابوا
حياةً كيف لا يُلقون بالا
ليومٍ قادمٍ لا بُدّ منهُ
فتلقي الأرضُ للنشر الثّقالا
فنبصرُ يومها ما قدّمتهُ
يدُ الفاني يميناً أو شمالا
فلا مالٌ يُشفّعُ أو بنون
ولا جاهٌ يجنّبُنا النّكالا
فما أدنى جنانَ الله منّا
وأسعدنا بها في الفوز حالا
سننعمُ ما أراد الله فيها
ونشربُ خمرةَ الخُلدِ الزّلالا
متى يا ثالث الحرمين نمشي
اليك وقد جلونا الاحتلالا
لنسمعَ منك صوتَ الحقّ يدوي
يرجّ السّهلَ حولك والجبالا
فلا عشنا ولا سلمت رُبوعٌ
وفينا القدس يصرخُ والثّكالى
شاعر المعلمين العرب
حسن كنعان/ أبو بلال