لغتنا … الجميلة
:
حسن كنعان/ أبو بلال
أحرفُ الضّادِ جوهرٌ يتلالا
كلّ عِقدٍ منها يَشِعُّ جمالا
ما قلاها إلّا عدوٌّ لدودٌ
أو جَهولٌ قد بات يشكو الخبالا
يا أجلَّ اللغاتِ يا زادَ علمٍ
ليس يفنى فكيف عزَّتْ منالا
وقعدنا عن اطّلابِ عُلاها
وقديماً شدّوا إليها الرّحالا
وأرى كلَّ من ينافحُ عنها
في جهادٍ مهما الزّمانُ استطالا
فإذا جاز عارضٌ وظمئتم
فاغرفوا منها الشّرابَ الزّلالا
لغةُ اللهِ في الأجلِّ كتاباً
للأنامِ فما أعزّ المقالا
ليس في الخلدِ من لغاتٍ سواها
لغةُ الحقّ من إلهٍ تعالى
ونبيٌّ يا أفصحَ الخلقِ منها
رضع القولَ صادقا والفعالا
كم قصيدٍ وشاعر في رُباها
عزف الّلحن فاستثار الخيالا
إنّ بعد الايمان فينا لسانٌ
يجمعُ العُربَ فاحذروا أن يُغالا
لغةُ الحبِّ والحروبِ إذا ما
جدّ جدٌّ وألزمتنا النّزالا
كم خطيبٍ مُفوّهٍ لا يُجارى
بذَّ فيها الأقرانَ سحراً حلالا
هجّنوها فما استُسيغَ هجينٌ
في أصيلِ الكلامِ بل ساء حالا
كم أغانٍ منها المروجُ تهادتْ
ورعودٍ راحت تهزُّ الجبالا
فاحفظوها على الزّمانِ لتبقى
جنّةَ الحبِّ زادنا والظّلالا
إنّ من يجحدُ اللسانَ سيمضي
في ركابِ الحياةِ يشكو الهُزالا
شاعر المعلمين العرب