أدم وحواءعام

الفجوة بين الأباء والأبناء

بقلم:مها صميده
ظهر اليوم العديد من الصفات غير المرغوبة والتي لا تمت للإسلام أو للبشرية بصلة؛ وهذة الصفات نتج عنها ظهور أجيال لا تعرف معنى الأخلاق، وهذة الأجيال أدت إلى تأخر وتخلف المجتمع وانتشار صفات وأفعال لم نسمع عنها من قبل .
هذة الفجوة المسئول عنها هما الطرفان، الآباء والأبناء ،وكل منهم يتهرب من الاعتراف بهذا ويلقي اللوم علي غيره ولا نعرف من هو المسئول الأكثر من غيره. وسنحاول أن نتحدث باستفاضة عن الطرفين وسنتحدث أولا عن:
*الأبناء 
الأبناء سواء أكانوا أولاد أم فتيات مراهقين أم كبار في السن (بالغين) ‘لايهم السن ،لأن الأهم هي التصرفات والأخلاق .
مفهوم الأسرة في الماضي كان يعني علاقة قوية ومترابطة ‘علاقة ود ورحمة وتفاهم ‘ علاقة بين أم وأب وأبناء كل منهم له حقوق وعليه واجبات يعرفها ويقوم بها ‘أسرة تجتمع علي مائدة الطعام تتناول الطعام تمزح وتناقش أمورها وتذهب إلي عملها وكل منهم يعرف الأخر أين ذهب وماذا يفعل ‘أسرة مصدر ثقة وأمان وسند لبعضهم البعض ‘يتعاملون مثل الأصدقاء ويحكون كل أسرارهم لبعضهم البعض ‘يدعمون بعضهم البعض في وقت الضيق ويشجعون بعضهم البعض في أوقات الفرح ويعيشون حياة يسودها الحب ،هكذا كان مفهوم الأسرة .
علي النقيض ‘الأبناء أصبحوا يعاملون آبائهم بطريقة قاسية كلها جفاء ‘يقضون معظم وقتهم خارج المنزل سواء في الدراسة أو الجامعة أو مع أصحابهم ويعودون إلى منازلهم في المساء ليستكملوا يومهم في غرفهم ولا يعرفوا شيئا عن باقي سكان المنزل ‘لا يأكلون معهم ولا يستمتعون بجو الاسرة الدافئ الحنون ‘ معظم الشباب والفتيات يثقون في أصدقائهم ثقة عمياء لدرجة أنهم استبدلوا أباءهم وعائلتهم بأصدقائهم ‘ أصدقاؤهم يعرفوا عنهم كل صغيرة وكبيرة كل أسرارهم حتي أسرار منازلهم ومشاكل آبائهم الخاصة. للأسف ،الكثير من الأبناء يفهمون خوف واهتمام آبائهم لهم أنه قيود، وأن الآباء صارمون وغير مثقفين وأنهم بصرامتهم يجعلون أبناءهم مثل المساجين في سجن لعين يأخد من حياتهم وصحتهم ويجعلهم يكرهون حياتهم ‘ولكن إذا نظرنا للموضوع عن قرب، نجد أن الشباب صنعوا لهم عالمهم الخاص بدون الحاجة إلي آبائهم من حيث طريقة كلامهم ‘لبسهم ‘أكلهم ‘أصدقائهم حتي مبادئهم وقيمهم وكل حياتهم مهما حدث معهم يتصرفون من أنفسهم ولا يرجعون إلي خبرة الكبار ولا يثقون في آبائهم ويخبرونهم بكل شيء حدث معهم مما أدي إلي وجود فجوة كبيرة بينهم وبين آبائهم ويكبر الكثير منهم وهو لا يعلم أي من القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة والصحيحة التي هي بمثابة حصن يحميهم من كل أذي ومن جميع الفتن .
أما إذا تحدثنا عن الآباء نجد أن مسؤلياتهم تأخد الجزء الأكبر من حياتهم ويومهم ‘ الأب والأم عندما يصبحان لديهم أولاد، تزيد مسؤلياتهم ويزداد العبئ عليهم، لذلك يلجأ الكثير منهم إلي السعي لزيادة دخلهم عن طريق العمل بأكثر من وظيفة حتي يستطيعوا أن يلبوا مطالب أولادهم ولذلك فإنهم يغادرون المنزل في الصباح الباكر ويعودون متأخرين في المساء ولا يجدون أي وقت للتحدث مع أبنائهم أو معرفة أخبارهم وأحوالهم ‘وهناك أباء لا يشغلهم عملهم عن أبنائهم ولكن ليس لديهم وعي بمسؤليات الآباء أو كيفية التصرف مع الأبناء ولذلك منذ ولادة أبنائهم توجد فجوة وهذة الفجوة تزداد بمرور الوقت ‘وهناك آباء حاولوا كثيرا التقرب من أبنائهم ولكن بطريقة خاطئة لأن الكثير من الأباء يعاملون أبناءهم كأنهم كبار ويفهمون كل ما يحدث في هذه الدنيا ‘ يعاملون أبناءهم بنفس طريقة تفكير جيلهم القديم ونسوا أن كل جيل يختلف عن الجيل الذي يسبقه ولذلك يجب أن يكون الأب متطلع علي طريقة كل جيل وهذا الذي ينتمي إلية أبناؤه حتى يكون التعامل مع أولاده سهلا وبطريقة صحيحة وناجحة ويتفادى كل المشاكل والأخطاء .
ومن أكبر أسباب الفجوة بين الآباء والأبناء هي أن الأباء لم يجربوا أن يعاملوا أبناءهم مثل الأصدقاء وأن يجعلوا أنفسهم محل ثقة وأمان لأبنائهم ولم يناقشوا أمور الأسرة والحياة مع أبنائهم .
في الحقيقة كل من الأباء والأبناء مسؤلون عن هذة الفجوة وإذا قاموا بأمور صغيرة ستزول هذه الفجوة تماما وسيسود الحب والأمان والثقة بينهم ولكي يحدث هذا يجب علي الطرفين أن يحاولوا جاهدين أن يفهموا طريقة تفكيرهم وأن يقدم كل منهم بعض التضحيات حتي يستطيعوا تجاوز هذة المرحلة وتنتهي للأبد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock