شعر وحكاياتعام
إلى متى ؟! …
شعر : مصطفى الحاج حسين .
نثرَتْني الدّروبُ
على محطّاتِ الغيابِ
لا الأرضُ تعرفني
ولا السّماءُ تذوّقَتْ غيمي
وأنا بلا لغةٍ
أحبو على أرصفةِ الدّموع
وجعي يأنَفُ الانحناء
وصوتي يتمسّكُ بصمتِه
هنا الماءُ يشبهُ التّراب
والخبزُ معجونٌ بالقشّ
الشّوقُ برتدي قلبي
وثيابي ترتديها غصّتي
بَكَتْ على غربتي غيمةٌ
كانَتْ قادمةً من بلدي
ولوّحَ لي السّديمُ
حينَ أبصرَ شحوبَ ضوئي
نظّارتي تكفكفُ حنيني
وأصابعي تعدُّ جنازاتِ أحلامي
يقضمُني اليباسُ المنبثقُ من شرودي
ويحفرني السّؤالُ
حينَ الليلُ يدكّني في غياهبهِ
إلى متى
ينبتُ الشّوكُ في لهفتي ؟!
إلى متى
تقطرُني الخيبةُ
مِنَ العودةِ يابلدي ؟!
ارجعيني ياحمائمَ السّلام
قلعةُ الشّهباءِ مهدي
فلا تلمسْها ياخرابُ
سيعتمُ غبارُها جوفَ الضّحى
وتختنقُ أمواجُ السُّهاد
ويتفتَّتُ الكونُ عويلاً
يطرقُ بابَ الجحيم
ليخرجَ على العالَمِ سخطُ الله
حلب أمُّ البدايات
رحيقُ السّماوات الحالمة
كفاكَ ياموتُ
ياوحشَ الزّلازل
وكأنكَ استسغْتَ دَمَنا ؟!
دمنا حرامٌ على الطّواغيت
سينكسرُ جذعُ الكراهية
وستخرج – ياموت – من بلدي
خالي الوفاض
وسيلعنُ التّاريخ دولاً
مَرَّغَتْ مستقبلَها بالإجرام .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول