بقلم : لميا مصطفي
جسّد الربيع أجمل صور الجمال ورأي فيه الفنانون رمزاً للجمال والحب والصفاء وراحة القلوب .
وإستلهموا منه أروع وأشهر رسم للزهور، مثل لوحة الربيع للفنان بوتشيلي والذي إستوحي من الربيع شكل الزهور وجسدها في شكل عرائس جميله توجت رؤوسهابأكاليل من الزهور وهن يرقصن مع الأزهار.
كما جسد الفنان تيسيانو الربيع في لوحته (أدونيس وعشتروت)وهما يغرقان في أحضان الربيع حيث تغمرهم الورود والزهور ويبتسم لهم كيوبيد إله الحب والشباب.ويختلف إسم الربيع من دولة إليّ أخري،وأيضاً تختلف مظاهر الإحتفال ،وسنري كل دولة كيف تحتفل بعيد الربيع.
ألمانيا:
يعرف الربيع في ألمانيا بإسم (روزن مونتاغ) أو أثنين الورود،ويستمر الإحتفال بعيد الربيع لمدة ثلاثة أسابيع ،يذهبون خلالها إليّ الكنائس ويحتفلون بعمل البيض الملون وأكل الأرانب،ويخرجون بالملابس الجديدة الزاهية ويشترون أصناف الحلوي ويقيموا المهرجانات التنكرية والاحتفالات الصاخبة،فكل هذه الفعاليات تنذر بقدوم فصل الربيع.
إيران:
يسمي الربيع في إيران “بعيد النوروز”ويعني اليوم الجديد،ويعد في إيران هو بداية العام الجديد،وتنقسم الكلمة إليّ قسمين(نو)بمعني جديد وروز بمعني(يوم)وأصل كلمة نيروز عند الفرس هو عيد الربيع وأول السنة الشمسية وبداية العام الإيراني،وأهم المظاهر في إيران أنهم يعتبرونه من أهم الأعياد،فيقومون بتنظيف المنازل وشراء الملابس الجديدة ،وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء،ويهتمون بغرس الأشجار ووضع مجموعات من الخضرة والأزهار في المنازل تفاؤلاً بوسع الرزق في العام الجديد،وأيضاً يهتمون بشراء أسماك الزينة وتوضع في آنيات زجاجية بالقرب من شرفة المنزل ويتم الإعتناء بها حتي يمر اليوم الثالث عشر من أول أشهر السنة الجديدة فإن ماتت السمكة قبل هذا اليوم فيعد فألاً سيئاً،وإن بقيت علي قيد الحياة وإجتازت اليوم الثالث عشر ساد التفاؤل بأن الأسرة لن تفقد عزيزاً خلال هذة السنة .
الصين:
يطلق علي عيد الربيع في الصين (نيان)أي الحصاد الوفير في كل الحبوب،ويستعد الصينيين لهذا العيد بإعداد المخبوزات التقليدية ،وإعداد الحلوي وشراء الفواكه واللحوم وغيرها من انواع الطعام المختلفة،وتمتد الإحتفالات ما بين القري وداخل المدن،ويهتم أفراد العائلة الصينية بتناول وجبة في هذا اليوم يطلقون عليها إسم(لم الشمل)وتتكون الوجبة من أنواع متعددة من الجبن وأنواع أخري من الأسماك.ويبدأون في جني الزهور التي تخصص لهذا العيد،ويتناول الصينيون الهدايا في المنازل والشوارع،وفِي بعض المناطق الهدايا تكون غالية الثمن مثل الساعات والسيارات،ويسود جو من المرح وتعلق الفوانيس الحمراء ويقام مهرجان يسمي مهرجان الطائرات الورقية.
اليابان :
عند بداية فصل الربيع تتحول الشوارع إليّ لوحة طبيعية للزهور التي تتفتح في هذا الوقت من السنه،وتكون ألوانها بين الروز والأبيض وهي ورود عطرية تعرف بإسم “الماسورة”وعندما تتفتح تعلن عن بدأ موسم الربيع،وتقوسهم في هذا الوقت الخروج إليّ المتنزهات و الأماكن الخضراء،وتسمي هذة العادات بمهرجان(هانامي).
هولندا:
يسمي الربيع عندهم(باصا داخين)وتستمر إحتفالات عيد الربيع لمدة أربعة أيام وهي أجازة رسمية في كل هولندا.يمتنع الهولنديون في إحتفالات الربيع عن قراءة الصحف حتي لا يعكرو صفو إحتفالاتهم بالربيع.اليوم الذي يسبق الإحتفالات يذهب الأطفال بالبيچاما للمدرسة ويطلقون علي هذا اليوم(بيچاما بارتي)وكل طالب يحمل إفطارة ويقومون بعمل إفطار جماعي،وبعد إنتهاء اليوم يغادر كل طالب ومعه هدية تعبر عن الربيع .
في هولندا الطقس في الربيع يكون بارداً لذا يقضي الهولنديون هذة الأيام في منازلهم يحتفلون بإعداد الأطعمة ويتناولونها في إحتفالات جماعية ويراقبون الطقس من خلال شرفات منازلهم يأملون أن يرو الشمس ساطعة،أما عن الزهور فمن أروع مناظر الإحتفالات هي الشوارع في هولندا تكون مفترشة بمواكب الزهور ذات الألوان المبهجة مثل زهور الداليا والنرجس والزنبق،والتي تجوب الشوارع في أبهج صورة،وتزين الحدائق بتنسيق رائع للورود ليس لة مثيل،ويعتبر أفضل وقت لزيارة هولندا.
أفغانستان:
يسمي الربيع بعيد النيروز بمعني السنة الجديدة، ويستمر الإحتفال بالربيع سبعة أيام متتالية يقام فيها المهرجانات الشعبية بالقرب من الجامع الأزرق ويقومون بصنع أنواع من المخبوزات المصنوعة من القمح،وحين يبدأو في صنعة تبدأ الفتايات في الرقص وإحياء الإحتفالات الشعبية حتي ينضج الطعام.
الهند:
الربيع في الهند يعرف بإسم عيد(الهولي)،ويعشق الشعب الهندي الألوان الصارخة فهي عندهم تعبر عن الفرح والبهجة،فيخرج الهنود ليلة إكتمال القمر مرتدين ملابس صارخة الألوان مع إرتفاع صوت الموسيقي،ويقومون بالتراشق بالألوان الطبيعية المستخلصة من الطبيعة،ويلقون بالألوان في الهواء علي إختلاف أعمارهم،فلا فرق بين طفل وكهل،كما يقومون بإشعال النيران إعتقاداً منهم أن قوة النار تطرد الشياطين،بالرغم من تحذيرات البيئة لضرر تلك النيران،لكنها معتقدات ترسخت داخلهم.أيضاً يقوم الأطفال بصنع قنابل من الألوان عبارة عن بالونات صغيرة ممتلئة بمساحيق الألوان الممزوجة بالماء وهي عادة محببة لدي الأطفال.
مصر:
سمي عيد الربيع عند قدماء المصريين بإسم(شمو)وعرف بتقديم الورود والزهور للمحبوب والمحبوبة ،وبالقبطية عرف بإسم (شوم إنسم)وهو عيد يرمز إليّ بعث الحياة أو بدأ الخلق كما كانوا يتصورون. ثم أضيفت إليّ كلمة (شمو) كلمة( نسيم) لإرتباط هذا الفصل بإعتدال الجو وصاحب ذلك الإحتفال بالعيد والخروج إليّ الحدائق والمتنزهات فعرف بإسم شم النسيم،وبالرغم من مرور آلاف السنين علي الحضارة الفرعونية إلا أن المصريين لايزالون يحتفظون بنفس العادات الفرعونية من ركوب للمراكب النيلية والخروج إليّ الحدائق العام،ويتضمن العيد أيضاً المأكولات التي إشتهر بها هذا العيد مثل الفسيخ والبصل والبيض الملون والملانة(الحمص الأخضر) فعادة البيض الملون تعود إليّ القدماء المصريين حيث كانوا ينقشون أمنياتهم ودعواتهم علي البيض
ويضعونها في سلة ويعلقونها أمام الشرفات حتي تحظي ببركات نور شروق الإله(إله الشمس).وظهرت بعض مظاهر الإحتفال بشم النسيم عند الفراعنة علي جدران المعابد بخروجهم في رحلات نيليه للإحتفال بشم النسيم.
مجلة سحر الحياة
مقال رائع ومعلومات قيمة جدا يستحق القراءة