شعر وحكاياتعام
أيها المفتون
كانيا داري
أيُّهَا المَفْتُون
رِفْقًا بِقَلبكَ أَيُّها المَفتُونُ
يَسْقطُ.. فَيُدمِي رَأسَكَ المَسكُونُ
.
نَبْضٌ.. ونَايٌ لا يَنَامُ..وأَنتَ يا
جُرحَ الغَرامِ الطَّاعِنُ المَطعُونُ
.
فَالغَدْرِ يَنتَزِعُ الأَنِينَ كَطَائِرٍ
رَفَعَ الجَنَاحَ.. ورَأسُهُ مَدفُونُ
.
والصُّبح يَشرَقُ بِالغَمَامِ كأنَّهُ
صَدرٌ بدَمعِ يَتِيمَةٍ مَدْفُون
.
وَالأْفْعى دائِرةٌ عليكَ،وَلُطفهَا
حِقدٌ يُطِلُّ، وقَلْبُكَ مَسْجُون
.
قِف بي عَلَيَّ الآنَ.. إِنَّ عَوَاطِفِي
جَوعَى، وأَنتَ الخُبْزُ والزَّيتُونُ؟
.
نَبَتَت على شَفَتَيكَ أَوَّلُ دَمعَةٍ
فَارْحَلْ.. لِيُزهِرَ سِرُّكَ المَكنُونُ
اسْمَع , وقُل: آمَنتُ بالْحُبِّ الذي
في القَلبِ يُزهِرُ كَافُهُ والنُّونُ
.
اقرَأ.. ولا تُغمِض يَدَيكَ مَهَابَةً
إِنَّ الجُنُونَ بِحِكمَةٍ مَقرُونُ
.
أَنتَ الوَطَنُ البارُ , والأب الذي
يَبقَى, وأَنتَ الطَّائِرُ المَيمُونُ
.
ما زِلتَ تَلتَحِفُ الرَّصِيفَ, وكُلّما
لَاحَت بِلادُكَ سَبَّحَت (قَيطُونُ)
.
أنتَ القَصِيدَةُ تَبحَثُ عَن شَقِيقَتِهَا يَدٌ
بَينَ الحُطَامِ, ويُنثَرُ المَوزُونُ
.
جَذْرٌ.. وتَبرُزُ لِلقُلُوبِ شَوَاطِىءٌ
مَدُّ.. وتَنبُتُ لِلبُحورِ قُرُونُ
.
سرٌّ.. مُزَلزِلٌ للضَّوَارِى حَولَنَا
خَوفًا, ويَنفُخُ نارَهُ (نَيرُونُ)
.
رَوَّضْتْنَا.. وصِرْنَا قُبلَتَينِ لِنَازِفٍ
والمَوتُ بين القُبلَتِينِ يَهُونُ
.
ها أَنتَ تَضحَكُ فِي العُيُونِ, وها أَنا
أَبكِي.. لِتُخلَقَ لِلوُجُوهِ عُيُونُ
.
سَوطٌ.. وأَلفُ رَاحٍ تَكِرُّ, ولَيسَ فِي
رَاحَاتِهَا مَا يَشتَهِي المَحزُون
.
نَارٌ.. ويَنفَرِطُ الصِّرَاطُ, وأَنزَوِي
خَلفَ الأَمَانِ كَأَنَّني مَلْعُون
.
عَيْنُ النَّهارِ البِكرِ نَحنُ, فَأَيُّنَا الـ
فَتَّانُ فِيهِ, وأَيُّنَا المَفتُونُ؟!
مدير قسم الأدب و الشعر
علا السنجري
موقع مجلة سحر الحياة
جزاكي الله خيرا