بقلم/إسراء أحمد
كانت السينما المصرية متربعة على عرش العالمية، كملكة لا ينافسها أحد فى القرن الماضى، خاصة فى بدايته، وذلك عند بدء أول عرض سينمائي عالمي للسينما المصرية، فى باريس عام 1895، ولكن يشاء القدر للسينما المصرية أن تخسر السباق من جديد، وتتوقف فجأة دون سابق إنذار، فدق ناقوس الخطر لتتراجع مرة أخرى.
اقرأ أيضا الرجل بين المرأة الريفية والمدنية
“هوليود الشرق” “سينما 100سنة”ألقاب اشتهرت بها السينما المصرية فى القرن العشرين، وهناك العديد من دول العالم بدأت صناعة السينما فيها متأخرا تزامنا مع السينما المصرية، ولكن لأن السباق لا ينتظر أحد، والجذور لا تمتد طويلا، فالعبرة دائما للأقوى، السينما الهندية ظهرت متأخرة، ولكنها ربحت السباق وأصبحت كأكبر ثانى صناعة السينما فى العالم”بوليود”، واجتاحت السينما النيجيرية”نوللى وود” جميع السينمات حتى السينما الأمريكية، رغم ظهورها متأخرا، وبذلك احتلت معظم السينمات الصدارة، وتراجعت السينما المصرية عالميا.
•بداية السينما المصرية:-
تضاربت الآراء واختلفت حول بداية صناعة السينما المصرية، هناك من يقول أنها بدأت عام 1895 مع عرض أول فيلم سينمائى مصرى فى باريس، ومنهم من يزعم أن بداية السينما المصرية عام 1907، وذلك عن طريق تصوير فيلم تسجيلي صامت زيارة الخديوي عباس حلمي الثاني إلى معهد المرسى أبو العباس بالإسكندرية.
كان أول ظهور للسينما المصرية فى يناير عام 1896 بالإسكندرية، بمقهى”زوتى”، ثم عرض الفيلم فى القاهرة فى سينما”سانتى”، ومن ثم تم تأسيس أول شركة مصرية للعرض والإنتاج فى الإسكندرية، عام 1906، وكانت بداية السينما في مصر ، عن طريق الأفلام التسجيلية الصامتة، ثم توالت بعد ذلك إنتاج الأفلام الروائية، ومن ثم الأفلام الناطقة، وبذلك انطلقت السينما المصرية تنافس جميع السينمات العالمية.
كان افتتاح أول سينما مصرية”سيما تو اغرفى” “لوميير”بالإسكندرية ، وذلك عام 1897، حيث كان أول تصوير سينمائي لبعض المناظر المصرية الطبيعية ، من قبل المصور”بروميو”ّ
ويعد المخرج المصري”محمد كريم”أول ممثل سينمائي مصرى، أنتجت له الشركة السينمائية الإيطالية فيلمين منهم”الأزهار القاتلة”، ومن هنا بدأت الأفلام الروائية القصيرة والناطقة فى الاستثمار، وبدأت مصرتعزز من رصيدها في السينما على مستوى العالم.
وبعد ثورة 1919، أسست عزيزة أمير شركة”إيزيس فيلم” وتم تصوير فيلمين منهم”ليلى” وكانت عزيزة أول سيدة مصرية اشتغلت بالسينما، ومن ثم انطلقت السينما فى إعادة هيكلتها من جديد ، فى عام 1932، من خلال الأفلام الناطقة .
•تطور السينما المصرية:-
حيث كان أول فيلم ناطق في السينما المصرية هو”أولاد الذوات” بطولة يوسف وهبى وأمينة رزق، كما ظهرت أول مطربة فى الأفلام الناطقة وهي المطربة”نادرة” فى فيلم”أنشودة الفؤاد”، بينما أول مطرب “محمد عبدالوهاب” فى فيلم”الوردة البيضاء”.
وفى عام 1935 ، تم إنشاء استوديو مصر؛ ليكون حدث جديد، ونقلة كبيرة فى تاريخ السينما المصرية، وكان بمثابة مدرسة سينمائية في مصر، وبذلك بدأت السينما المصرية تدخل سوق المنافسة، حيث تم عرض أول فيلم مصري من بطولة أم كلثوم خارج مصر”وداد”.
ونظرا لأن الحرب كانت تهدد صناعة السينما المصرية، والحجر على الحريات، فبعد الحرب العالمية الثانية، بدأت صناعة السينما المصرية تزداد ، وتضاعف عدد الأفلام من 16 فيلما إلى 67 فيلم، ولمع عدد من المخرجين فى هذه الفترة مثل أحمد بدرخان، حسن الإمام، إبراهيم عمارة، عزالدين ذو الفقار، أنور وجدى وغيرهم من اللامعين فى تلك الفترة، وكذلك كوكبة كبيرة من الفنانين مثل ، ليلى مراد، شادية، فاتن حمامة، مريم فخر الدين، وغيرهم، ومن جانبه تم افتتاح معهد السينما في مصر، بأقسامه المختلفة، ليخرج لنا جيل من المبدعين.
•الألوان والسينما المصرية:-
وطرأت على السينما المصرية محاولات تلوين الأفلام بالألوان الطبيعية،وكان أول فيلم كامل بالألوان الطبيعية هو فيلم”بابا عريس” بطولة نعيمة عاكف، وشكرى سرحان، وفى عام 1956 ، تم إنتاج فيلم”دليلة”بالألوان نظام سكوب بطولة شادية، وعبدالحليم حافظ.
اقرأ أيضا كتب ثقافية للمبتدئين
وفى بداية السبعينات بدأت الدولة تخفف من تمويل الأفلام، وينحصر التمويل على القطاع الخاص، وأصبحت الألوان سائدة في جميع الأفلام الكلاسيكية.
•السينما المصرية حاليا:-
ومع التطور والتغير التكنولوجي بدأت السينما تتطور، وظهر جيل آخر مثل محمد سعد، كريم عبدالعزيز، أحمد حلمي، أحمد السقا، وغيرهم مع بداية الألفية، وبذلك تطور صناعة الكوميديا والكلاسيك، وبدأت تحاكى الواقع الذى نعيشه،خصوصا بعد عام 2010، بدأت الأفلام تاخذ مجرى معين، وانتشار الألفاظ البذيئة، وكذلك مشاهد قد تكون غير لائقة، فبدأ ترتيب السينما عالميا للوراء.