بقلم : لمّيا مصطفى
مما لا شك فيه أن أولادنا أصبحوا فريسه لوسائل التواصل الإجتماعي عبر التليفون المحمول،الذى لا يكاد يفارق أيديهم إلا للضرورة القصوى ينتقلون وبمنتهى الحرية
بين البرامج على إختلاف أشكالها وليتها مجدية أو هادفة أو تصب في صالح الشباب،
بالألفاظ أصبحوا يتنزهون فماذا ننتظر من هؤلاء مع العلم انهم تُركوا من قِبَل الأهل دون رقيب أو واعظ أو مُربيِ وباتوا دون أى رقابة منزلين والذى أصبح واضحاً هو خطة ممنهجة ومنظمة لتخريب عقولهم من جانب الغرب لإفساد الأُسس التى تربينا عليها وعادات وتقاليد عند نقلها للأبناء يتذمرون ويُنكرون بدعوىَ إنها موضة قديمة،وهنا نلتمس لهم العذر،نعم وذلك لغياب نواحي متعدده فى حياتهم اليوميه على سبيل المثال برامج الأطفال التى كانت تبث التوجيهات فى إطار لطيف ومقبول لديهم فتبدلت بأفلام
الكرتون المستوردة أيضاً،ثم يذهب إلى المدرسة فلا يجد أى إهتمام دينى مع شرح
وتفسير لبعض الأيام القرآنية،ثم يلهو مع التليفون ومع كثرة ضغوط الحياة أصبح
الوالدين شغلهم الشاغل توفير متطلبات الحياة الأساسية.إذن أصبحوا فى مواجهة ما يرسله الغرب لنا دون أى مقاومة من المؤسسات
المجتمعيةإقرأ أيضا أثر إستخدام التكنولوجيا على الأطفال
ومع هذه الإستمراريه والتخزين أيضاً لمشاهد عنف أصبح التليفزيون شريكاً فى هذة الجريمة ،فالسّباق السنوى خلال شهر رمضان فى تقديم مواد تليفزيونية غاية فى الإجرام وتدنى أخلاقيات وسلوكيات ليس موجوده فى مجتمعنا إلا فى نطاق ضيق تم التركيز عليها وإظهارها بأنها أوضاع عادية وأسلوب حياة طبيعى وترك الشباب يتلقى ويستوعب دون توضيح وشرح وتقديم نماذج مغايرة ومُصححة لكل الأوضاع فماذا ننتظر منهم بعد ذلك لهذا وللأسف نلتمس لهم الأعذار.
مع غياب القدوة والمثل الأعلى اختلفت موازين الْأُمُور وتغيرت تقديراتها،فنجد
الإقبال فى دور السينما للنجوم ذوي العضلات والقوة المفرطة لأنهم أصبحوا ينتظرون منهم مشاهد عنف وقتل والإبداع في مشاهد دموية غاية فى القسوة والإجرام ليتغيّر شكل النجم إلى بلطجى،وإذا رجعنا بالذاكرة للخلف لنجد أمثله لا حصر لها من النجوم بل المبدعين الذين تميزوا بالنبل والشهامة ليتصّدر دورهم محور الفيلم وإلى جانبهم دور الشر ويستمر الصراع ليتحقق في النهاية الوضع الصح السليم ويختفي الشر ليسود دور الخيروالسلام .
ويرى المحللون النفسيون أن إرتفاع عدد جرائم القتل واستباحة ظاهرة الذبح راجع إلى أفكار ورسائل التقطتها العين و استوعبتها مما تراه حولها وتقبلها العقل وترسخت فيه وعند التعرض لأي مشكلة لا يخرج من العقل إلا ما تم تخزينه واستيعابه فى صورة إنتقام وأخذ الحق باليد،فاليد عنده مُعبره عن القوة ووجود أبواب شرعية لنيل حقه هو الضعف بعينه.
ونتيجة كل هذا الحديث أن طالب يذبح زميله بل ويمثل بجثته إبداعاً وإمعاناً فى إظهار القوة والإنتقام من أتى هذا التصرف ولماذا،فمع غياب الدين والأحاديث النبوية وما تشير إليه من قواعد وأساليب لتقّويم الأفعال،ومع إصرار وسائل الإعلام على تجاهل شريحة الأطفال والشباب وتربيتهم من خلال مواد تربوية تدعوا إلى اللعب التفكير والفهم تاهت الأجيال وهم فى ذلك معذورين.