بقلم د. غادة فتحي الدجوي
الوريقة الثلاثون
بدأت الدراسة و ذهب أطفالنا إلي المدرسة و من أهم ما يشغل بال الأمهات تغذية أولادهم و هذا بالطبع شيء رائع، ولكن إسألوا أنفسكم ماذا تفعلون لتجعلوا أولادكم ينتهون من تناول كل الطعام حسب خطتكم أنتم، أحيانا بالصوت العالي و أحيانا بالحب و بعض الوقت بالمساومة… و علي الطفل أن ينتهي من الطعام و لكن هل هذه العادات يمكن أن تربي عقد للأطفال ؟ نعم ستربي العقد…
كنت في الماضي لا أهوي الطعام و كانا ابوايا يريداني أن أكل فكثيرا من الوقت يحايلوني أنا و أخوتي بالنقود أو الحلوى و الشكولاته و يهتمون بكل ما نود أن نأكله و أتذكر موقف كان بيني و بين أمي و أبي ربما في وقتها لم أكن أعني شيء و ربما هما أيضا لم يعنيهم سوى أنني أكون سعيدة و لكن أستطيع الآن أن أقول إنه يعني الكثير من احترام الرأي و التقدير و زرع الثقة بالنفس.. نعم، كنت صغيرة و كان بالقرب من منزلنا سوق الخضار و الفاكهه القديم بروض الفرج، و كانت أمي تأتي بالكثير من الفاكهة لأن كل واحد منا يفضل نوع عن الأخر، و في أحد الأيام جاءت عربة كبيرة محملة بالتفاح التصديرو قد مر عليه يوم بالميناء و لم يوافقو علي التصدير لأنه في بداية مرحلة النضج الكامل و كان درجة اولي و شكله جميل و لكن ربما في كل تفاحة بدأ جزء من النضج الزائد و كنت مع أمي و كانت تنتقي واحدة من واحدة و تهافتت الناس عليه لشدة جودته و رجعنا للمنزل و غسلت امي بعض من التفاح و حاولت أن تطعمني منه فرفضت بشدة رغم أني لم أكن أتجاوز الخامسة من عمري، و عندما سألني والدي عن السبب قلت له لا أريده ” التفاح متعور” أنا أريد من ما تشترونه دوما، و هنا أدرك أبي المشكلة و طلب من أمي أن تصطحبني الى السوق لأشتري من التفاح الذي يعجبني، و بالفعل فعلت أمي وذهبت بي الى السوق و أجلستني فوق عربة التفاح وحكت للبائع الحكاية و طلبت منه أن يسمح لي أن أخذ ما يعجبني و ستدفع له ما يريد، فأخذت الكيس وبدأت أضع واحدة بعد الأخرى دون أن يستوقفني أحد حتي انتهيت و رجعنا الى المنزل و كنت في قمة السعادة وأنا أحمل كيس التفاح المغلف بكل الحب و الإحترام من أمي و أبي… وظل الموقف عالق في ذاكرتي وقلبي حتى الأن … و يأتي هنا السؤال ماذا يمكننا أن نفعل في الوقت الحالي لنغرس الثقة بالنفس في نفوس أولادنا و لو لم تحتاجوا لشراء التفاح…
من قراءاتي جمعت لكم بعض الأفكار و أعجبتني مقولة “براين تريسي” الثقة بالنفس هي أساس كل النجاح والإنجاز العظيم.
إن الثقة مهمة للغاية لسعادة الطفل في المستقبل ، وصحته ، ونجاحه. إن الأطفال الواثقين مجهزين بشكل أفضل للتعامل مع ضغط الزملاء ، والمسؤولية ، والإحباطات ، والتحديات ، والمشاعر الإيجابية والسلبية فيمكننا إجراء بعض الأفكار مما يلي:
1- تأكد من أنهم يعرفون أن حبك لهم غير مشروط. إن الطريقة التي نرى أطفالنا (أو الطريقة التي يعتقد بها أطفالنا أننا نراهم) لها تأثير عميق على الطريقة التي يرون بها أنفسهم. أوضح لأطفالك أنك تحبهم وتهتم بهم حتى عندما يرتكبون أخطاء أو قرارات سيئة ، وتجنب انتقاداتهم أو إهانتهم بقسوة.
2- ممارسة التحدث الذاتي الإيجابي معهم. غالبًا ما يشارك الأطفال والكبار على حد سواء في أحاديث سلبية ومضرة: “لا يمكنني القيام بذلك ،” أو “أنا فظيع في __________” ، أو “ما الخطأ فيّ؟”
3- اﻋطوا ﻟﮭم “ﻣﮭﺎم ﺧﺎﺻﺔ” ﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻟﺳن ﻟﻣﺳﺎﻋدﺗك ﻋﻟﯽ اﻟﺧروج. بالإضافة إلى الأعمال الروتينية ، قم بمنح الأطفال “مهام خاصة” لمساعدتهم على الشعور بالفائدة والمسؤولية والكفاءة. إن استخدام كلمة “خاص” يمنح الأطفال ثقة أكبر.في المنزل ، يمكن أن تشمل هذه المهام الخاصة المساعدة مع حيوان أليف أو الأخ الأصغر حسب الحاجة ، كونك “مساعد” للطبخ ، أو ، بالنسبة لطفل صغير جدًا ، ببساطة يلبس نفسه.
4- إنضم إلى لعبهم (ودعهم يقودون) .إن الإنضمام إلى حياة أولادك أثناء اللعب بالإضافة إلى قيادته. يجعلهم يستمتعون بالمشاركة ، ويشعر الطفل بأنه ذو قيمة.
5- التركيز على تحسين ثقتك بنفسك.هذه ليست خطوة يمكنك إنجازها بين عشية وضحاها ، ولكنها واحدة من أهم الخطوات في هذه القائمة.إن الآباء هم أول وأفضل نموذج يحتذى به الطفل ، لذا استغرقوا بعض الوقت لإصلاح ثقتك بنفسك إذا لزم الأمر. ابدأ بإبداء تعليقات إيجابية عن نفسك والآخرين في حضور طفلك.
6- أطلب منهم النصيحة أو الرأي.اطلب من الأطفال أن يقدموا نصائحهم أو آراءهم حول المواقف الملائمة للعمر لإثبات قدرتك على تقدير قيمة أفكارهم. يساعد هذا أيضًا الأطفال على بناء الثقة من خلال إظهار أن البالغين يحتاجون إلى المساعدة في بعض الأحيان ، ولا بأس من طلب ذلك.
7- إجعل وقتًا خاصًا معًا. الحب والقبول هما عنصران أساسيان في الثقة وقيمة الذات ، لذلك ينبغي على الآباء قضاء وقت ممتع مع أطفالهم لإثبات أنهم قيّمون. خذه في نزهات أو تناول العشاء معًا أو لعب الألعاب أو الذهاب إلى الخارج أو القيام بأي نشاط آخر يسمح لك ولطفلك بالاستمتاع بالوقت معًا.
8- شجعهم على تجربة دروس المسرح. تعد دروس المسرح وسيلة رائعة لتعزيز الثقة. إن تجربة شيء جديد يساعد الأطفال على الشعور بالقدرة ، والمسرح يعلمهم التحدث بثقة أمام الآخرين وتوسيع منطقة الأمان.
9- المدح بالطريقة الصحيحة. إن مجرد إرضاء الأطفال من خلال الثناء ليس بالأمر الفعال ، ولكن مدح الأطفال بالطريقة الصحيحة يمكنه بالتأكيد بناء احترامهم لذاتهم.
حاولوا أن تفعلوا بعض من هذه النصائح و سنستكمل الوريقة القادمة و لكن هام جدا ان تقولوا لأولادكم كل يوم كم تحبوهم وتحترموهم فكلمة الحب أثرها كالسحر في نفوس الكبار فما بالكم بنفوس الصغار البريئة و الرقيقة … بكل الحب علي لقاء الوريقة القادمة.