أخبار وفنشعر وحكاياتعام

جمال الغيطاني نسج السجاد بالتاريخ


جمال الغيطاني نسج السجاد بالتاريخ


كتبت علا السنجري

الكاتب والروائى الكبير جمال الغيطانى تمر اليوم الذكرى الثالثة على وفاته . توفي عن عمر ناهز 70 عاما فى 18 أكتوبر عام 2015 ، على أثر إصابته بأزمة قلبية ، تاركا إرثا ثقافيا ، يجسد مراحل تاريخية مهمة، قدمها من خلال أعمال ودراسات وروايات وقصص قصيرة .

جمال الغيطانى ولد في جهينة، أحد مراكز محافظة سوهاج بصعيد مصر ، تلقى تعليمه الابتدائى في مدرسة عبدالرحمن كتخدا ، وأكمله في مدرسة الجمالية الابتدائية ، في عام 1959 أنهى الإعدادية من مدرسة محمد على الإعدادية، ثم التحق بمدرسة الفنون والصنائع بالعباسية.

جمال الغيطاني تخرج عام 1962، وعمل في المؤسسة العامة للتعاون الإنتاجى رساما للسجاد الشرقى، ومفتشا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، أتاح له ذلك زيارة معظم أنحاء ومقاطعات مصر في الوجهين القبلى والبحرى.

جمال الغيطاني اعتقل عام 1966 بتهمة الانتماء إلى تنظيم ماركسى سرى . وأمضى ستة شهور في المعتقل تعرض خلالها للتعذيب والحبس الانفرادى. وخرج في مارس 1967.

جمال الغيطاني حين عمل في الصحافة بدأ يتردد على جبهة القتال بين مصر وإسرائيل بعد أن أحتلت إسرائيل سيناء . كتابة عدة تحقيقات صحفية جعلته يقرر التفرغ للعمل كمحرر عسكرى لجريدة الأخبار اليومية ، استمر حتى عام 1976 ، شهد خلالها حرب الاستنزاف، وحرب أكتوبر 1973. زار فيما بعد بعض مناطق الصحراء في الشرق الأوسط، مثل شمال العراق عام 1975، ولبنان 1980، والجبهة العراقية خلال الحرب مع إيران (عام 1980- 1988).

جمال الغيطاني منذ عام 1985 أصبح محررا أدبيا لجريدة الأخبار ، وكاتبا بها ثم رئيسا لتحرير (كتاب اليوم) السلسلة الشهرية الشعبية ، ثم رئيسا لتحرير أخبار الأدب مع صدورها عام 1993.



جمال الغيطاني نسج السجاد بالتاريخ

الروائى الكبير جمال الغيطانى واحد من الكتاب الذين رسموا الواقع أمامهم عن طريق السرد، راوى الحروب، والمؤرخ، والصحفى، حاصل على جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وجائزة سلطان بن على العويس عام 1997، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ووسام الاستحقاق الفرنسى من طبقة فارس عام 1987، وجائزة الدولة التقديرية عام 2007 .
جمال الغيطاني من أبرز الكتاب الذين تناولوا أدب الحرب ، يبدو ذلك واضحا في روايته «حكايات الغريب» ، مستوحيا روح حرب أكتوبر في نفوس المصريين ، ليؤكد ان البطولة الحقيقية في الحرب كانت للمصرى البسيط الذي يرمز له كاتب الرواية، بشخصية البطل «عبدالفتاح».

أثارت الذكرى الثالثة للروائي الكبير جمال الغيطاني تسؤلا عن مكتبته مما دفع زوجته بالتصريح بأنهم حريصون عليه و نحرص على المحافظة عليها كما كان يعمل الراحل، حتى لا يلحق بها أى أضرار، كما أنه لا يمكن التفريط فيها .

جمال الغيطاني نسج السجاد بالتاريخ



الروائى الكاتب الصحفى الراحل جمال الغيطانى إستطاع إعادة تخليق التراث المصرى والأدب العربى القديم بعين معاصرة ، خاصة أن نشأته في حى الجمالية ، قبل أن تأخذه الحياة في ردهاتها الواسعة بين العديد من المدن المصرية ، أجاد ببراعة وصف المكان ، أبدع في رسم خارطة خاصة بالزمان بأسلوب سرد سلس . عشق القاهرة القديمة وسرد عنها في كافة عصور التاريخ . تأثر بأستاذه الكاتب الكبير نجيب محفوظ ، و كذلك إطلاعه الموسوعى على الأدب القديم ، مما جعله يسهم في إحياء الكثير من النصوص العربية المنسية وإعادة اكتشاف الأدب العربى القديم بنظرة معاصرة جادة.
يعتبر الكاتب جمال الغيطاني واحد من أشهر وأبرز الأدباء الذين أنجبتهم الثقافة العربية، وقد وُلِد الغيطاني في مصر عام 1945 وتحديداً في مركز جهينة التابع لمحافظة سوهاج في الصعيد، وهي المحافظة التي تلقى بها تعليمه الأول قبل أن ينتقل إلى العاصمة المصرية القاهرة ليتم دراسته في مدرسة الفنون والصنائع في العباسية. قدم الغيطاني عدداً كبيراً من الأعمال الأدبية المتنوعة ما بين القصة القصيرة والرواية، ورحل عن عالمنا في عام 2015 بعد صراع طويل مع المرض.. يعد جمال الغيطاني -في نظر نقاد الأدب- أحد أبرز الكتاب في التاريخ المصري ويضعونه في قائمة واحدة مع القامات الأدبية العربية مثل نجيب محفوظ ويوسف إدريس وطه حسين وغيرهم، كما أن مؤلفاته لا تزال تحقق مبيعات مرتفعة في زمن الكتاب الإلكتروني، إلا أن أهمية أدب الغيطاني لم تنشأ فقط من خلال الروعة الفنية التي يحملها، بل أن الرجل كان له العديد من الإسهامات البارزة في الحقل الثقافي المصري والعربي.


جمال الغيطاني .. راعي الثقافة العربية ومطورها :

أهمية جمال الغيطاني لا تنبع فقط من الروعة الفنية التي اتسمت بها أعماله الأدبية فحسب، بل إن كان له إسهامات عديدة ومتنوعة في الحقل الثقافي المصري والعربي، ومن أبرز العوامل التي ميزت الغيطاني وساهمت في تقلده تلك المكانة الرفيعة في نظر المثقفين وقلوب القراء الآتي



جمال الغيطاني نسج السجاد بالتاريخ

البداية من خلال القصة القصيرة :

بدأ جمال الغيطاني رحلته الفنية والإبداعية من خلال كتابة القصة القصيرة والتي بدأها في وقت مبكر من حياته، حيث أنه قدم أولى القصص القصيرة في عام 1959 وكانت بعنوان نهاية السكير، أي أنه كان في الخامسة عشر من عمره تقريباً حين قدم أول عمل قصصي له.


شهد عام 1963 البداية الحقيقية للكاتب الكبير جمال الغيطاني حيث كثر إنتاجه الأدبي بشكل ملحوظ، حتى أن عدد القصص القصيرة التي قام بنشرها خلال الفترة ما بين 1963 : 1969 بلغ نحو 50 قصة قصيرة، أغلبها جذب أنظار أصحاب هواية القراءة ولفت انتباه النقاد إليه، خاصة أن قصصه كانت تمتاز بسهولة الأسلوب وعمق المضمون.
تطوير فن القصة القصيرة :
لم يكتف جمال الغيطاني بتقديم مجموعات من القصص القصيرة المميزة من الناحية الفنية والتي تعد من أبرز جواهر الكنز الثقافي العربي، بل أنه عمل على تطوير ذلك اللون الفني، حيث تأثر به عدد غير قليل من كتاب القصة سواء المعاصرين له أو من جاءوا بعده بسنوات، ولا يزال أسلوب الغيطاني حتى اليوم ملهماً للعديد من الكتاب الشباب.

أصدر الغيطاني كتاب أوراق شاب عاش منذ ألف عام في أواخر ستينيات القرن الماضي، وقد كان ذلك الكتاب سبباً في جذب الأنظار إليه، حيث تم تناول محتواه من خلال العديد من المقالات النقدية وكان الحديث الشائع في الصالونات الثقافية في تلك الفترة، وذلك لأن النقاد اعتبروا القصص الخمس التي احتواها الكتاب بالغة التطور حتى أن البعض وصف مجموعة أوراق شاب عاش منذ ألف عام بمثابة بداية مرحلة جديدة في عمر القصة القصيرة المصرية.

جمال الغيطاني ساهم بشكل كبير في التقريب بين الكتاب ورجل الشارع العادي، وذلك من خلال منصبه كرئيس القسم الأدبي في مؤسسة أخبار اليوم الصحفية ابتداءً من عام 1985، وبعد ثمانية أعوام رأى الغيطاني أن باب الأدب في أخبار اليوم لم يعد كافياً، ومن ثم كان أحد المساهمين في تأسيس جريدة أخبار الأدب وتولى رئاسة تحريرها، وهي جريدة مختصة برصد أخبار الحياة الأدبية في مصر والدول العربية ويغطي الفعاليات الثقافية المختلفة، ولا تزال تلك الجريدة تصدر حتى اليوم وتعتبر من أبرز الصحف الثقافية في الوطن العربي بالكامل .

من مؤلفاته : أوراق شاب عاش منذ ألف عام ، متون الأهرام ، شطح المدينة ، حكايات المؤسسة ، دنا فتدلى ، نثار المحو، خلسات الكرى، رواية الزينى بركات، رشحات الحمراء، نوافذ النوافذ، مطربة الغروب، وقائع حارة الزعفرانى، نجيب محفوظ يتذكر، مصطفى أمين يتذكر، المجالس المحفوظية، مقاربة الأبد، خطط الغيطانى، وقائع حارة الطبلاوى، هاتف المغيب، توفيق الحكيم يتذكر، المحصول.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock