بقلم إيناس رمضان
في بداية كتابة المقال كنت سأتناول تحدي مها نور لمرض السرطان وكيف تغلبت عليه كمثال يحتذي به في الإصرار والتحدي وكيف استطاعت أن تعبر من خلاله من الظلام إلى النور ولكن عندما غصت في أعماقها وجدت سلسلة من التحديات جديرة بالذكر لتبث الأمل في نفوس عدة أنهكها اليأس فقد استطاعت أن تتخطى كل العقبات التي واجهتها بكل ثبات وقوة لتحقق أهدافها بنجاح .
امرأة في 42 من عمرها تظهر هادئة ناعمة ولكن بداخلها مارد قوي لا يعرف لليأس سبيل رضيت بقضاء الله وآمنت بأنه سبحانه وتعالى يخبئ لها هدايا عديدة مع هذا الابتلاء لذا فوضت أمرها لله ولم يخذلها الرحمن الرحيم .
مها نور عطاء بلا مقابل ، إخلاص بلا حدود ، رفيق لكل طريق
مها أحمد نور الدين
” مها نور ” الكاتبة والصحفية تشغل منصب رئيس مجلس إدارة مجلة وجمعية سحر الحياة بدأت الكتابة في مجلتها الالكترونية سحر الحياة ثم كتبت في العديد من الجرائد والمجلات المتميزة منها اليوم السابع والجمهورية ومجلة أكتوبر وغيرها كما تشغل مها رئيس تحرير بقناة الحدث ومعدة لعدد من البرامج ، خصص لها عمود أطلق عليه “يوميات زوجة حالمة” ثم تطور وأصبح “عيون المها” في أكبر موقع نسائي في الوطن العربي
” Ladies corner ”
تم تكريمها عدة مرات من قبل مركز السلام الدولي التابع للأمم المتحدة على مجمل كتاباتها ، كرمتها كلية الصيدلة جامعة طنطا علي مبادرة ذراعي خط أحمر وتخطي المرض بنجاح، ووزارة الشباب والرياضة كمثال ناجح يمثل دور المرأة في المجتمع وكرمت من مؤسسة حلقة وصل باعتبارها رئيس مجلس إدارة مجلة سحر الحياة ومن مؤتمر الست تاج على الرأس وفي مهرجان ملكة الأناقة كما حصلت على الدكتوراة الفخرية الشرفية في الإعلام من الجامعة الأمريكية ومن عدة جهات أخرى.
يشغل العمل التطوعي حيزا هاما في حياتها.
مها نور آخر العنقود “طفلة مدللة”
ولدت مها نور في 27 أغسطس 1976 في كنف أسرة مترابطة تحنو على بعضها البعض وهي الابنة الصغرى ولديها 3 شقيقات وشقيق واحد وكانت دلوعة العائلة لأنها آخر العنقود وفارق السن كبير بينها وبين أشقائها حيث الفارق بينها وبين شقيقتها التي تسبقها حوالي 10 سنوات لذا عاشت مدللة من الجميع لا تحمل مسئولية قط فالجميع يلبي احتياجاتها دون أن تطلب مما عاد بالسلب علي شخصيتها في بداية حياتها هكذا نشأت وترعرعت مها نور وسعدت بحياتها.
غرست والدة مها حب القراءة والكتابة في بنتها منذ كانت في الخامسة من عمرها وكانت تحفزها على الكتابة بأنها سترسل كتاباتها تنشر في المجلات وتقوم بشراء القصص المتنوعة لتحثها على القراءة وبدأت تشترك في مسابقات المدرسة وفازت بالمركز الأول عن أول تقرير لها عن القرية الفرعونية وكانت الجائزة عبارة عن مقلمة وقلم وصفته بأنه في منتهي الجمال وشغفت بالكتابة وفي سن المراهقة كتبت خواطر عن الحب والحياة ولكن غفلت نور عن هوايتها لفترة بعد الزواج لانشغالها بالبيت والأولاد ولكنها كانت تفتقد شئ ثمين لأنها بدون الكتابة جسد بلا روح.
هل ستخرج كتابات نور إلى النور وهل ستحصد تلك النبتة الطيبة التي زرعتها والدتها !!!!
“تحدي مبكر”
حصلت “مها” على شهادة الإعدادية والتحقت بالثانوي التجاري وبدأت أصابع الاتهام تشير إليها بالفشل من أقرب الناس لها والمحيطين بها لعدم إلتحاقها بالثانوي العام ، كيف ذلك وجميع أفراد العائلة خريجي الجامعات وحاصلين علي مؤهلات عليا ومنهم من يشغل مراكز مرموقة.
حصلت على الدبلوم ولكنها لم تسعد فما زالت تتألم من تلك النظرات الجارحة وما زالت العيون تتحدث
فمجموعها لا يؤهلها للالتحاق بالجامعة ولكن تلك النظرة الدونية زادتها إصرار على ضرورة تغيير مسار حياتها لذا قررت أن تواصل دراستها وألا تستسلم لتحصل على شهادة عليا وتثبت للجميع أنها ليست فاشلة ولتكف الألسنة عن إيذاء مشاعرها وبالفعل بدأت أول تحدي في حياتها ودعوات والدتها تحتضنها.
التحقت بمعهد سنتين ورسبت في السنة الأولى ولكنها لم تدع لليأس مكان في حياتها تغلبت علي كل ما يعيق هدفها لتحقيق حلمها ولكن مازال القدر يداعبها لتحصل علي 74% بفارق 1%علي المجموع المقرر للالتحاق بكلية التجارة فقدمت أوراقها لعمل معادلة ولأنها كانت صادقة مع نفسها تسعى جاهدة لتحقيق هدفها منحها الله أولي عطاياه التي لاتعد ولا تحصى ففي أثناء تحضير أوراقها يصدر قرار بتحويل المعهد من سنتين إلي أربع سنوات وأن يصير تابعاً لجامعة القاهرة بدلاً من جامعة حلوان وأن يطبق القرار على دفعة مها لتكمل دراستها وتحصل على بكالوريوس التجارة من جامعة القاهرة وتحمل شهادة عليا كباقي أفراد أسرتها ولتدرك حكمة الله فإن عطائه عطاء ومنعه عطاء أكبر.
استطاعت مها أن ترد بالفعل دون القول علي كل من أشار إليها بأصابع الفشل ولكن ظل السؤال حائراً في ذهنها “أين نور من كل هذا”
لقد حققت كل ما أرادوا ولكنها لم تحقق ذاتها فكم كانت تتمنى أن تلتحق بكلية الإعلام وأن تصبح يوما ما مذيعة وصحفية .
ترى هل ومتي ستتمكن نور من تحقيق هدفها ؟؟؟
نبوءة تتحقق
خرجت نور مع مجموعة من زميلاتها بعد أداء آخر امتحانات السنة النهائية في الكلية لتلتقي بالصدفة مع قارئة الكف ومع إلحاح تلك السيدة تستمع إليها الفتيات فكانت رسالتها لمها أن ستعمل في مكان يكثر فيه التعامل مع الورق والفلوس وستتزوج من نفس المكان فضحكت مها وحدثت نفسها كده يبقي عمري ما هتجوز وضحك الجميع فالكل يعرف مها جيدا.
لم تكن نور تسعى مطلقا للعمل رغم حصولها على الشهادة الجامعية فهي عاشقة لحياتها كما هي ولا ترغب في تحمل أي مسؤولية ولكنها التحقت بالعمل في إحدي البنوك تحت ضغط من عمها الذي كان يشغل رئيس مجلس إدارة البنك وإتحاد بنوك مصر في ذلك الوقت وبعد مرور عام كان موعدها مع القدر لتلتقي شريك الحياة “أحمد الشريف” الذي كان زميلا لها ومنذ رآها ملكت فؤاده وبادرها برغبته في زيارة أسرتها والارتباط بها وأبلغت والدتها التي رحبت به وبدأ صراع جديد في ذهن مها حيث أنها رافضة فكرة الزواج ذاته فهي الإنسانة المدللة التي لا معنى للمسئولية في قاموس حياتها ولما رأت من كم المسئوليات والأعباء الملقاة على عاتق أشقائها فالجميع يصب مشاكله في بيت العائلة ولكن والدتها كان لها رأي آخر وحدثتها بقلب الأم ورغبتها في الاطمئنان عليها لتستجيب مها إرضاء لوالدتها ويتم الزواج بعد 9 أشهر ولكنه زواج تقليدي من إنسان ذو خلق رفيع تكن له كل احترام وتتذكر مها كلام قارئة الكف ويتحقق كلامها ولكنه مجرد صدفة “كذب المنجمون ولو صدقوا”.
ولكن أين الحب وهل ستخترق سهامه قلبها الرقيق يوماً ما ؟؟؟
*السرطان هدية الرحمن في عيد ميلادها 33
تركت مها العمل بناء على رغبة أحمد وكم كانت سعيدة لأنها تكره المحاسبة والعمل ستعود إلي حياتها المفضلة بلا مسئولية.
في عيد ميلادها 33 شعرت نور بشئ غريب في ثديها فأبلغت زوجها وأسرعت بزيارة أحد الأطباء فجاء كلام الطبيب مطمئناً لها بأنه ورم حميد من الممكن التعايش معه وليس هناك أي داعي للقلق ولكنها لم تشعر بارتياح وذهبت لطبيب آخر وتتطابق التشخيص ولكن كونه جراح أقترح عليها إزالته كنوع من التجميل و حفاظاً علي شكل الثدي نظراً لصغر سنها .
وأجرت نور العملية وتم أخذ عينة لتحليل الورم باعتباره إجراء روتيني في مثل هذه الحالات وبعد أسبوع ظهرت نتيجة العينة ولم يطلع عليها أحد وذهبت نور للطبيب مع زوجها وشقيقتها والكل مطمئن ليتفاجأ الطبيب نفسه بالنتيجة وتبدو على ملامحه علامات القلق والحزن والإنكار في آن واحد فقدت جاءت نتيجة العينة صادمة له قبل الجميع .
قرأت مها الرسالة التي بدت واضحة على وجه الطبيب لتبادره القول قبل أن يفصح عن مضمونها “أن عندي سرطان” ويعم صمت رهيب تتسارع فيه أنفاس الحاضرين في سباق لا نهاية له لم ينطق أحد فالقلوب تذرف دما علي نور الحياة.
في تلك اللحظة انشقت مها أخري من أعماق مها نور لتقف علي قدميها ثابتة في مواجهة الطبيب وتوجه له عدة استفسارات عن كيفية العلاج ومن أين ستبدأ وهل سيتم استئصال جزئي أم كلي وتساؤلات أخري عديدة .
هل نسيت نور كونها هي المريضة أم تناست لتحمي كيان كامل من الانهيار واجهت نور عدوها الفعلي بكل رضا “إنما الصبر عند الصدمة الأولي”.
من أين أتت نور بهذه القوة وذلك الثبات حقآ فقد كان الرضا رفيقا لها منذ اللحظة الأولى لقد رضيت بقضاء الله فأرضاها بجميل صنعه .
غادرت مها العيادة ولم تشعر بمن حولها ولكنها أحست بحرارة الدموع التي تنساب من عينيها وعادت إلي بيت العائلة هل أرادت أن تختلي بنفسها أم كانت تشتاق لحضن أمها في ذلك الوقت!!!!!!
جلست شاردة في البلكونة سرحت في شجرة التوت التي أمامها لتناجي ربها في أكثر لحظات صدق وخشوع تتوسل إلي الله أن يمنحها فرصة أخرى للحياة ليست رغبة في متاعها ولكن لإصلاح ما لم ترتكبه من أخطاء ، و لتتمكن من أن تملأ صحيفتها بعمل يليق أن تقابل به رب العباد ، أرادت أن تترك بصمة في الحياة قبل أن تفارقها فتقابل ربها وهو راض عنها ، لم تفكر في أسرتها فقد استودعتهم الله الذي لا تضيع عنده الودائع….
رحلة العلاج وتحدي جديد
“عطايا الله بلا حدود”
كان كل ما يشغل مها أنها لا تحمل أحد وبالأخص زوجها تكاليف العل خخخخاج الباهظة وقررت الذهاب للعلاج بمعهد الأورام وبالفعل ذهبت ولكن أحمد كان له رأي آخر فلقد أخبرها أنه علي استعداد أن يبيع كل ما يملك من أجل علاجها والاطمئنان عليها لتأتي أحدي عطايا الله التي لاحدود لها للقلوب الراضية بقضائه وتتكفل جهة عمل أحمد بتكاليف العلاج كاملة حينذاك.
وتدخل مها العمليات ولم يكن أحد يعلم ما هو السبيل للنجاة سوى الله “سبحانه وتعالى” فقد أخبرها الأطباء أنه سيتم التعامل مع الورم كما يتراءى لهم وكما تستدعي الحالة خلال العملية سوء كان استئصال جزئي أم كلي فما كان منها إلا أن سلمت أمرها للذي لايغفل ولا ينام ، ونجحت العملية وتم استئصال جزئي للثدي لتبدأ بعدها رحلة العلاج الكيماوي ويا لها من رحلة قاسية.
كيف ستواجه مها تلك المعركة الشرسة؟؟؟؟
نور الحياة وحب العمر
“لا يقتل العلاج الكيماوي الخلايا السرطانية فقط وإنما قد يقتل معه روح الإنسان والإحساس بالحياة إن لم يكن راضياً صابراً”
بدأت نور جلسات العلاج الكيماوي وتغيرت ملامحها وبدأ شعرها يتساقط رغم أنها كانت شجاعة وتخلت عنه قبل أن يتخلى عنها وظنت أن سينمو أصفر وأنعم وأن لون عينيها سيتغير للون الأخضر حسب نوع الكيماوي كما مازحها البعض وصدقته ولكن ذات يوم نظرت إلي المرآة فرأت شبح أمامها أخذت تبحث عن نفسها فلم تجدها و أحست أنها فقدت كل شئ ويا له من إحساس مرير، تذكرت كلمات الطبيب المؤلمة وقائمة الممنوعات المفروضة عليها وبدأ الخوف من أن يتركها زوجها يتسرب إليها فقد شعرت في تلك اللحظة أنها أنثي فقط في البطاقة وقبل أن يتملكها اليأس أكثر من ذلك وجدت زوجها يحتضنها بقوة ممزوجة بحنان ويهمس في أذنيها “أنها أجمل امرأة في الدنيا” وكأنه قرأ كل ما دار بخلدها.
تلك الكلمات كانت نابعة من عاشق صادق لمعشوقته نبعت من القلب فاخترقت قلبها وشعرت بأسمي معاني الحب الحقيقي وأدركت يومها أن الحب أعمق بكثير من كونه كلمات تقال وإنما هو احتواء بكل ما تحتويه الكلمة من معاني سامية ، شخص لا يخذلك مهما كانت الظروف ، حضن دافئ يحتضنك في ليالي قاسية وشعرت بالقوة وازدادت ثقة وإصرار على العبور من تلك الأزمة .
كان أحمد صادقا في كل كلمة وجهها لزوجته فهو لم يراها قط بعينيه كما يراها الآخرون وإنما كان يراها دوما بقلبه المحب وقد حان الوقت لبداية حب حقيقي بين زوجين صادقين.
صداقة بصدق
“الصديقة الصدوقة ح مخنين عوضاً لصداقة زائفة”
عندما افاقت ” نور” من العملية كانت تبحث عن
– مصدر الأمان – رفيقة الدرب منذ نعومة أظافرها لتشد من أزرها تقوي بها حتى تستطيع أن تتخطى تلك المرحلة الصعبة ولكنها تلقت أقوى صفعة في حياتها ما زالت تشعر بمرارتها حتى الآن فقد خذلتها صديقة العمر بهدوء قاتل نجحت أن تمحو سنوات عدة تحمل أجمل الذكريات في لحظة فاصلة في حياة مها……
وكما كان لغياب تلك الصديقة مرارة في الحلق كان بداية ظهور أناس أفاضل آخرين في حياتها أناروا لها الطريق وأحاطوها بهالة من الحب الصادق النابع من قلوب مخلصة عامرة بالحب.
*ميلاد” مها نور” الحقيقي
أثناء رحلة العلاج الكيماوي كانت مها تتواصل مع صديقاتها عبرالنت لقتل الوحدة والتغلب علي مرارة الألم وتعرفت من خلاله على حنين لتكن أكبر داعم لها ونقطة تحول في حياتها وقد استشعرت موهبة مها في الكتابة فأخذت تحثها على ضرورة الاهتمام بموهبتها والاستفادة بالوقت لإسعاد نفسها أولا وخدمة الناس والمجتمع .
وصممت حنين مدونة وأطلقت نور عليها أسم “سحر الحياة” بدأت بقسم واحد يختص بنشر بعض الأكلات بالخطوات والصور فلما تنسي نور معاناتها في بداية زواجها تلاه قسم أخر يهتم بأخبار الفن والفنانين ثم تعددت الأقسام واحتوت المدونة علي 8 أقسام في مجالات متعددة تناسب كل الفئات والأعمار وكان من ضمنهم قسم “شخابيط على الورق” كانت مها تبث من خلاله كل ما يجول بخاطرها من مشاعر وأحاسيس وتطرقت لكتابة المقالات ونقد بعض الأعمال الفنية لتشبع عشقها للكتابة وبدأت مها تسترد الكاتبة التي بداخلها التي كادت أن تفقدها خلال رحلة الحياة مها المحبة للكتابة والفن والرسم استعادت نفسها لتكون الانطلاقة الأولي لنجمة تألقت في عالم الصحافة.
حققت المجلة نجاح واضح وأصبح لها قناة على اليوتيوب وفي بداية 2012 تحولت المدونة”سحر الحياة” إلي مجلة إلكترونية تحمل نفس الأسم فقد أدركت نور معنى آخر للحياة وسحرها لم تكتف مها بما حققته من نجاح فلم تنس حلمها أن تصبح صحفية ومذيعة راديو وأثقلت موهبتها بالدراسة حتى تستطيع إدارة الموقع على أسس صحيحة وتنقل خبرتها لفريق العمل الذي يشاركها في المجلة ونجحت في الحصول علي دبلومة في الصحافة من أكاديمية اليوم السابع وسعت لتحقيق حلمها كمذيعة راديو عن طريق قناتها علي اليوتيوب ومن أجمل برامجها “همسات مها نور” فهي تنقلك بصوتها الحنون إلي عالم افتراضي تصفو فيه النفس ولشدة حبها للإذاعة أخذت دبلومة في التقديم الإذاعي والإلقاء الصوتي من معهد الإذاعة والتليفزيون.
وتعد المجلة من أنجح المجلات الألكترونية لما تتبناه من موضوعات متعددة وتغطية للأحداث وتتصدر موضوعاتها في كثير من الأحيان المواقع الأولى على جوجل.
*عاصفة بطوق النجاة
منذ عام تعرضت مها لعاصفة جديدة في حياتها وهي احتمال إصابتها بورم في الرحم وفي داخل غرفة العمليات بدأت تستغيث ولم ينتبه أحد من طاقم التمريض للسبب كونهم أجانب إلي أن تبنه أحد الأطباء فقد كاد أن يتم حقنها في الذراع المجاور للثدي المستأصل جزء منه وهذا أخطر ما يتعرض له مريض سرطان الثدي فقد يؤدي به إلى الإصابة بمرض الليمفاديما نتيجة استئصال عدد من الغدد الليمفاوية وفي بعض الحالات يتم بتر الذراع.
بعد أن نجت نور من تلك العاصفة حملت علي عاتقها مسئولية كبيرة في توعية مرضى سرطان الثدي بضرورة الحفاظ على تلك الذراع وكيفية التعامل معها وقد بدأت مبادرة ذراعي خط أحمرحيث تم تسجيل الملكية الفكرية في مارس 2018.
تهدف تلك المبادرة إلى حماية مرضى السرطان من مرض الليمفاديما عن طريق ارتداء أسورة في اليد المستأصل منها الغدد الليمفاوية وتعد أسورة تحذيرية مدون عليها بعض الاختصارات الطبية المتداولة على مستوى العالم والتي تحذر من قياس الضغط أو الحقن أو الجذب وغيرها من التحذيرات لحماية مرضى سرطان الثدي وتنبيه الغير للتعامل السليم معهم، وقد حرصت مها أن تكون الأسورة ذات شكل جمالي تجذب المرأة فتم تصنيعها من النحاس ومبطنة من الجلد وبعضها مزودة بفلاشة مدون عليها الحالة المرضية بالكامل لمرتديها وتعتبر فكرة الأسورة وخامتها وتصميمها هي الأولى من نوعها على مستوى العالم .
وقد احتضنت مؤسسة بهية – للكشف المبكر وعلاج سرطان الثدي للسيدات – مبادرة ذراعي خط أحمر منذ ولادتها والتي تعد طوق النجاة لمريضات سرطان الثدي.
وفي أكتوبر الوردي من هذا العام تم إطلاق المبادرة ويتم توزيعها بالمجان على كل مريضات بهية لحمايتهن ونشر الوعي في كيفية التعامل مع مرضى سرطان الثدي.
الاستثمار الحقيقي
“أعقل الناس من ترك الدنيا قبل أن تتركه وأنار قبره قبل أن يدخله وأرضى خالقه قبل أن يلقاه”
هكذا فكرت مها نور أرادت أن تترك جذور لها في هذه الدنيا وأن يصل الخير للجميع فأسست جمعية “سحر الحياة” لدعم مرضى السرطان وأسرهم المشهرة من وزارة التضامن برقم 6506 حيث تضم الجمعية المبادرة والمجلة ومساعدة المرضى وأسرهم محاولة لإسعادهم عن طريق تقديم عدة خدمات في نواحي الحياة المختلفة.
وفي 13 أكتوبر من العام الحالي تم انطلاق أولى فعاليات جمعية سحر الحياة من مدينة السلام – شرم الشيخ – حاملة الحب والسلام لكل الناس في ندوة عنوانها “من رحم الألم تولد الحياة.
“من رضى بقدرى ارضيته على قدرى…..”
كان الرضا عنوانا لها منذ اللحظة الأولي ولم تقنط يوماً من رحمة الله كانت دائما تري نورا يخترق عتمة تلك المحنة لينير حياتها هكذا أحسنت نور الظن بربها فغمرها بفائض عطائه .
لقد استطاع السرطان الصديق اللدود لمها كما تطلق عليه الإجابة علي كل ما سبق من تساؤلات ولكن حقا يا صديقتي لم تكوني يوما ضعيفة أو فاشلة كما أتهمك البعض وإنما فقد كنت تبحثين عن ذاتك التائهة عندما وجدتيها تمكنتي من تحقيق أحلامك كما هزمتي أشرس عدو لك.
مها نور “نور الحياة “ستظلين دوماً وأبداً في قلوب الجميع فقد أحبك الله فجعل لك القبول في الأرض