عاممقالات

حب النبي وهذا القدر يكفيني

حب النبي وهذا القدر يكفيني
بقلم الدكتور / أحمد عبد الحكم
ما أروع الحديث عن أعظم مولود على هذا الوجود ! 
حيث قرن الله طاعته بطاعة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم .
” من يطع الله ورسوله فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا ” 

وتتجدد روعة الحب للنبي – صلى الله عليه وسلم – مع إشراق مولده , أدرك ذلك الصحابي عندما سأل متى الساعة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وماذا أعددت لها ؟ قال : والله ما أعددت لها كثير صلاة ولا صيام ولكني أحب الله ورسوله , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فإنك مع من أحببت ؟ 


يتجدد الشوق مع كريم الأوصاف رائع الشيم أدرك هذا الشوق بلال بن رباح عند موته حين بكت زوجته لفراقه فقال لها : غدا نلقى الأحبة محمدا وصحبه 


حب النبي وهذا القدر يكفيني


ويا مصطفى من قبل نشأة آدم
والكون لم يفتح له إغلاق
أيروم مخلوق ثناءك بعدما 
أثنى على أخلاقك الخلاق 



لا تعجب لما سيأتي في مشهد يخطف القلوب والمشاعر حين أرادت قريش أن تهجو رسول الله – صلى الله عليه وسلم – فأعطت الشاعر حسان بن ثابت وأجزلت له العطاء فوقف على ربوة عالية ينظر إلى صفات النبي صلى الله عليه وسلم لعله يجد عيبا فلما مر الحبيب ومصباح الدنيا , مر جميل الشيم عالي المقام انبهر حسان بن ثابت فما لبث أن أسلم ورجع فرد الأموال إلى قريش فقال سادتهم : ما لهذا أرسلناك ماذا دهاك ؟ 
فقال حسان : 
لما نظرت إلى أنواره سطعت 
وضعت من ضعفي كفي على بصري 
خوفا على بصري من حسن صورته 
فلست أنظره إلا على قدري


حب النبي وهذا القدر يكفيني


لا تعجب أن يبلغ هذا الحب ما بلغ الليل والنهار وأن يمس شغاف القلوب ويتوغل في حباتها , يقول أبو بكر الصديق رضي الله عنه كنا في الهجرة وقد اشتد بي العطش فجئت بمذقة لبن فتناولها رسول الله صلى الله عليه وسلم – فقلت له اشرب فشرب رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى ارتويت أنا أي حب هذا ؟ أي عشق هذا ؟ ولا ينقطع الحب حتى بعد موته , يقول الإمام علي كرم الله وجهه : كنت في خلافة عمر رضي الله عنه فرأيت في المنام أني أصلي الفجر خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما فرغنا من الصلاة خرجت فإذا امرأة بالباب تحمل إناء تمر تقول لي : يا علي أعط هذا الإناء لرسول الله صلى الله عليه وسلم فلما أعطيته الإناء أمسك بتمرة فوضعها في فمي فلما استشعرت حلاوتها قلت له يا رسول الله زدني وقبل أن يزدني أذن الفجر فاستيقظت وذهبت لأصلي خلف عمر فلما انتهت الصلاة خرجت فرأيت المرأة التي رأيتها في منامي تمسك بإناء التمر تقول لي أعط هذا الإناء لعمر فلما أعطيته الإناء أمسك بتمرة فوضعها في فمي فلما استشعرت حلاوتها قلت له زدني فضحك عمر ثم قال : والله لو زادك رسول الله لزدتك .أي حب هذا ؟ أي مكاشفة للقلوب ؟ 

حب النبي وهذا القدر يكفيني

أي حب هذا الذي جعل عليا يقول : كان حبنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم أشد إلينا من حبنا لأولادنا وأموالنا
وكان أحب إلينا من الماء البارد على الظمأ


في يوم مولدك يا سيدي يا رسول الله أي مكافأة أعظم من أن يقرن الله حبه بحبك .

” قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم ” 


أغر عليه للنبوة خاتم من الله ميمون يلوح ويشهد 
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه
إذ قال في الخمس المؤذن أشهد 
وشق له من اسمه ليجله فذو العرش محمود وهذا محمد 


كل عام وأنتم بخير , كل عام وأنتم إلى الله أقرب وعلى طاعته أدوم .

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى

أنت تستخدم إضافة Adblock

برجاء دعمنا عن طريق تعطيل إضافة Adblock